غزوة بني قريظة
الإثنين فبراير 27, 2012 4:32 am
نذكر فيه غزوة بني قريظة فنهض صلى الله عليه وسلم من وقته اليهم وامر المسلمين أن
لا يصلي أحد صلاة العصر وقد كان دخل وقتها إلا في بني قريظة فراح المسلمون أرسالا
وكان منهم من صلى العصر في الطريق وقالوا لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك
الصلاة إنما أراد تعجيل السير وكان منهم من لم يصل حتى غربت الشمس ووصل الى بني
قريظة ولم يعنف صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين قال ابن حزم وهؤلاء هم
المصيبون وأولئك مخطئون مأجورون وعلم الله لو كنا هناك لم نصل العصر إلا في بني
قريظة ولو بعد أيام قلت أما ابن حزم فإنه معذور لأنه من كبار الظاهرية ولا يمكنه
العدول عن هذا النص ولكن في ترجيح أحد هذين الفعيلين على الآخر نظر وذلك أنه صلى
الله عليه وسلم لم يعنف أحدا من الفريقين فمن يقول بتصويب كل مجتهد فكل منهما مصيب
ولا ترجيح ومن يقول بأن المصيب واحد وهو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية لدلائل من
الكتاب والسنة كثيرة فلا بد على قوله من أن أحد الفريقين له أجران بإصابة الحق
وللفريق الآخر أجر فنقول وبالله التوفيق الذين صلوا العصر في وقتها حازوا قصب السبق
لأنهم امتثلوا أمره صلى الله عليه وسلم في المبادرة الى الجهاد وفعل الصلاة في
وقتها ولا سيما صلاة العصر التي اكد الله سبحانه المحافظة عليها في كتابه بقوله
تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر على الصحيح المقطوع به إن شاء
الله من بضعة عشر قولا والتي جاءت السنة بالمحافظة عليها فإن قبل كان تأخير الصلاة
للجهاد حينئذ جائزا كما أنه صلى الله عليه وسلم أخر العصر والمغرب يوم الخندق
واشتغل بالجهاد والظهر أيضا كما جاء في حديث رواه النسائي من طريقين فالجواب انه
بتقدير تسليم هذا وأنه لم يتركها يومئذ نسيانا فقد تأسف على ذلك حيث يقول لما قال
له عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب
فقال والله ما صليتها وهذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم كان ناسيا لها لما هو فيه
من الشغل كما جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا
والحاصل أن الذين صلوا العصر في الطريق جمعوا بين الأدلة وفهموا المعنى فلهم الأجر
مرتين والآخرين حافظوا على أمره الخاص فلهم الأجر رضي الله عنهم جميعهم وأرضاهم
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية علي بن ابي طالب رضي الله عنه واستخلف
على المدينة ابن ام مكتوم ونازل حصون بني قريظة وحصرهم خمسا وعشرين ليلة وعرض عليهم
سيدهم كعب بن أسد ثلاث خصال إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه وأما أن يقتلوا
ذراريهم ويخرجوا جرائد فيقاتلوا حتى يقتلوا عن آخرهم أو يخلصوا فيصيبوا بعد الأولاد
والنساء وأما ان يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم سبت حين يأمن
المسلمون شرهم فأبوا عليه واحدة منهن وكان قد دخل معهم في الحصن حيي بن أخطب حين
انصرفت قريش لأنه كان أعطاهم عهدا بذلك حتى نقضوا العهد وجعلوا يسبون رسول الله صلى
الله عليه وسلم ويسمعون أصحابه ذلك فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخاطبهم
فقال له علي رضي الله عنه لا تقرب منهم يا رسول الله خشية أن يسمع منهم شيئا فقال
لو قد رأوني لم يقولوا شيئا فلما رأوه لم يستطع منهم أحد أن يتكلم بشئ ثم بعث صلى
الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر الأوسي وكانوا حلفاء الأوس فلما رأوه قاموا
في وجهه يبكون رجالهم ونساؤهم وقالوا يا أبا لبابة كيف ترى لنا أننزل على حكم محمد
قال نعم فأشار بيده الى حلقه يعني أنه الذبح ثم ندم على هذه الكلمة من وقته فقام
مسرعا فلم يرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء مسجد المدينة فربط نفسه
بسارية المسجد وحلف لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأنه لا يدخل
أرض بني قريظة أبدا فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال دعوه حتى يتوب
الله عليه وكان من أمره ما كان حتى تاب الله عليه رضي الله عنه ثم إن بني قريظة
نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ليلتئذ ثعلبة وأسيد ابنا سعية
وأسد بن عبيد وهم نفر من بني هدل من بني عم قريظة والنضير وخرج في تلك الليلة عمرو
بن سعدي القرظي فانطلق فلم يعلم أين ذهب وكان قد أبى الدخول معهم في نقض العهد ولما
نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم قالت الأوس يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع
ما قد علمت وهم حلف إخوتنا الخزرج وهؤلاء موالينا فقال ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل
منكم قالوا بلى قال فذاك الى سعد بن معاذ وكان سعد إذ ذاك قد أصابه جرح في أكحله
وقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فبعث إليه
صلى الله عليه وسلم فجئ به وقد وطأوا على حمار وإخوته من الأوس حوله محيطون به وهم
يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فلما أكثروا عليه قال قد آن لسعد أن لا تأخذه في
الله لومة لائم فرجع رجال من قومه الى بني عبد الأشهل فنعوا إليهم بني قريظة فلما
دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فقام إليه المسلمون
فقالوا يا سعد قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة فقال عليكم
بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم كما حكمت قالوا نعم قال وعلى من ها هنا وأشار
الى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال سعد إني أحكم
فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت
فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة فأمر رسول الله أن يقتل من أنبت منهم ومن لم يكن
أنبت ترك فضرب أعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة اليوم وكانوا ما بين الستمائة
إلى السبعمائة وقيل ما بين السبعمائة الى الثمانمائة ولم يقتل من النساء أحد سوى
امرأة واحدة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي لأنها كانت طرحت على رأس خلاد بن سويد
رحى فقتله لعنها الله وقسم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم وللفارس ثلاثة
أسهم وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا ولما فرغ منهم استجاب الله دعوة
العبد الصالح سعد بن معاذ وذلك أنه لما أصابه الجرح قال اللهم إن كنت أبقيت من حرب
قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت رفعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها ولا تمتني حتى
تشفيني من بني قريظة وكان صلى الله عليه وسلم قد حسم جرحه فانفجر عليه فمات منه رضي
الله عنه وشيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وهو الذي اهتز له عرش
الرحمن فرحا بقدوم روحه رضي الله عنه وأرضاه وقد استشهد يوم الخندق ويوم قريظة نحو
العشرة رضي الله عنهم آمين فصل بعث عبدالله بن عتيك الى قتل أبي رافع سلام بن أبي
الحقيق ولما قتل الله وله الحمد كعب بن الأشراف على يد رجال من الأوس كما قدمنا
ذكره بعد وقعة بدر وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن ألب الاحزاب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي بن أخطب رغبت الخزرج
في قتله طلبا لمساواة الأوس في الأجر وكان الله سبحانه قد جعل هذين الحيين يتصاولان
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخيرات فاستأذنوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في قتله فأذن لهم فاشتد له رجال كلهم من بني سلمة وهم عبدالله بن عتيك
وهو أمير القوم بأمره صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن أنيس وأبو قتادة الحارث بن
ربعي ومسعود ابن سنان وخزاعي بن أسود حليف لهم فنهضوا حتى أتوه في خيبر في دار
جامعة فنزلوا عليه ليلا فقتلوه ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ادعى
قتله فقال أروني أسيافكم فلما اروه قال لسيف عبدالله بن أنيس هذا قتله إذ رأى فيه
اثر الطعام وكان عبدالله بن أنيس قد أتكأ عليه بالسيف حتى سمع صوت عظم ظهره وعدو
الله يقول قطني قطني يقول حسبي
لا يصلي أحد صلاة العصر وقد كان دخل وقتها إلا في بني قريظة فراح المسلمون أرسالا
وكان منهم من صلى العصر في الطريق وقالوا لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك
الصلاة إنما أراد تعجيل السير وكان منهم من لم يصل حتى غربت الشمس ووصل الى بني
قريظة ولم يعنف صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين قال ابن حزم وهؤلاء هم
المصيبون وأولئك مخطئون مأجورون وعلم الله لو كنا هناك لم نصل العصر إلا في بني
قريظة ولو بعد أيام قلت أما ابن حزم فإنه معذور لأنه من كبار الظاهرية ولا يمكنه
العدول عن هذا النص ولكن في ترجيح أحد هذين الفعيلين على الآخر نظر وذلك أنه صلى
الله عليه وسلم لم يعنف أحدا من الفريقين فمن يقول بتصويب كل مجتهد فكل منهما مصيب
ولا ترجيح ومن يقول بأن المصيب واحد وهو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية لدلائل من
الكتاب والسنة كثيرة فلا بد على قوله من أن أحد الفريقين له أجران بإصابة الحق
وللفريق الآخر أجر فنقول وبالله التوفيق الذين صلوا العصر في وقتها حازوا قصب السبق
لأنهم امتثلوا أمره صلى الله عليه وسلم في المبادرة الى الجهاد وفعل الصلاة في
وقتها ولا سيما صلاة العصر التي اكد الله سبحانه المحافظة عليها في كتابه بقوله
تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر على الصحيح المقطوع به إن شاء
الله من بضعة عشر قولا والتي جاءت السنة بالمحافظة عليها فإن قبل كان تأخير الصلاة
للجهاد حينئذ جائزا كما أنه صلى الله عليه وسلم أخر العصر والمغرب يوم الخندق
واشتغل بالجهاد والظهر أيضا كما جاء في حديث رواه النسائي من طريقين فالجواب انه
بتقدير تسليم هذا وأنه لم يتركها يومئذ نسيانا فقد تأسف على ذلك حيث يقول لما قال
له عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب
فقال والله ما صليتها وهذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم كان ناسيا لها لما هو فيه
من الشغل كما جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا
والحاصل أن الذين صلوا العصر في الطريق جمعوا بين الأدلة وفهموا المعنى فلهم الأجر
مرتين والآخرين حافظوا على أمره الخاص فلهم الأجر رضي الله عنهم جميعهم وأرضاهم
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية علي بن ابي طالب رضي الله عنه واستخلف
على المدينة ابن ام مكتوم ونازل حصون بني قريظة وحصرهم خمسا وعشرين ليلة وعرض عليهم
سيدهم كعب بن أسد ثلاث خصال إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه وأما أن يقتلوا
ذراريهم ويخرجوا جرائد فيقاتلوا حتى يقتلوا عن آخرهم أو يخلصوا فيصيبوا بعد الأولاد
والنساء وأما ان يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم سبت حين يأمن
المسلمون شرهم فأبوا عليه واحدة منهن وكان قد دخل معهم في الحصن حيي بن أخطب حين
انصرفت قريش لأنه كان أعطاهم عهدا بذلك حتى نقضوا العهد وجعلوا يسبون رسول الله صلى
الله عليه وسلم ويسمعون أصحابه ذلك فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخاطبهم
فقال له علي رضي الله عنه لا تقرب منهم يا رسول الله خشية أن يسمع منهم شيئا فقال
لو قد رأوني لم يقولوا شيئا فلما رأوه لم يستطع منهم أحد أن يتكلم بشئ ثم بعث صلى
الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر الأوسي وكانوا حلفاء الأوس فلما رأوه قاموا
في وجهه يبكون رجالهم ونساؤهم وقالوا يا أبا لبابة كيف ترى لنا أننزل على حكم محمد
قال نعم فأشار بيده الى حلقه يعني أنه الذبح ثم ندم على هذه الكلمة من وقته فقام
مسرعا فلم يرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء مسجد المدينة فربط نفسه
بسارية المسجد وحلف لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأنه لا يدخل
أرض بني قريظة أبدا فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال دعوه حتى يتوب
الله عليه وكان من أمره ما كان حتى تاب الله عليه رضي الله عنه ثم إن بني قريظة
نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ليلتئذ ثعلبة وأسيد ابنا سعية
وأسد بن عبيد وهم نفر من بني هدل من بني عم قريظة والنضير وخرج في تلك الليلة عمرو
بن سعدي القرظي فانطلق فلم يعلم أين ذهب وكان قد أبى الدخول معهم في نقض العهد ولما
نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم قالت الأوس يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع
ما قد علمت وهم حلف إخوتنا الخزرج وهؤلاء موالينا فقال ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل
منكم قالوا بلى قال فذاك الى سعد بن معاذ وكان سعد إذ ذاك قد أصابه جرح في أكحله
وقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فبعث إليه
صلى الله عليه وسلم فجئ به وقد وطأوا على حمار وإخوته من الأوس حوله محيطون به وهم
يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فلما أكثروا عليه قال قد آن لسعد أن لا تأخذه في
الله لومة لائم فرجع رجال من قومه الى بني عبد الأشهل فنعوا إليهم بني قريظة فلما
دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فقام إليه المسلمون
فقالوا يا سعد قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة فقال عليكم
بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم كما حكمت قالوا نعم قال وعلى من ها هنا وأشار
الى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال سعد إني أحكم
فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت
فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة فأمر رسول الله أن يقتل من أنبت منهم ومن لم يكن
أنبت ترك فضرب أعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة اليوم وكانوا ما بين الستمائة
إلى السبعمائة وقيل ما بين السبعمائة الى الثمانمائة ولم يقتل من النساء أحد سوى
امرأة واحدة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي لأنها كانت طرحت على رأس خلاد بن سويد
رحى فقتله لعنها الله وقسم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم وللفارس ثلاثة
أسهم وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا ولما فرغ منهم استجاب الله دعوة
العبد الصالح سعد بن معاذ وذلك أنه لما أصابه الجرح قال اللهم إن كنت أبقيت من حرب
قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت رفعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها ولا تمتني حتى
تشفيني من بني قريظة وكان صلى الله عليه وسلم قد حسم جرحه فانفجر عليه فمات منه رضي
الله عنه وشيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وهو الذي اهتز له عرش
الرحمن فرحا بقدوم روحه رضي الله عنه وأرضاه وقد استشهد يوم الخندق ويوم قريظة نحو
العشرة رضي الله عنهم آمين فصل بعث عبدالله بن عتيك الى قتل أبي رافع سلام بن أبي
الحقيق ولما قتل الله وله الحمد كعب بن الأشراف على يد رجال من الأوس كما قدمنا
ذكره بعد وقعة بدر وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن ألب الاحزاب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي بن أخطب رغبت الخزرج
في قتله طلبا لمساواة الأوس في الأجر وكان الله سبحانه قد جعل هذين الحيين يتصاولان
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخيرات فاستأذنوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في قتله فأذن لهم فاشتد له رجال كلهم من بني سلمة وهم عبدالله بن عتيك
وهو أمير القوم بأمره صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن أنيس وأبو قتادة الحارث بن
ربعي ومسعود ابن سنان وخزاعي بن أسود حليف لهم فنهضوا حتى أتوه في خيبر في دار
جامعة فنزلوا عليه ليلا فقتلوه ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ادعى
قتله فقال أروني أسيافكم فلما اروه قال لسيف عبدالله بن أنيس هذا قتله إذ رأى فيه
اثر الطعام وكان عبدالله بن أنيس قد أتكأ عليه بالسيف حتى سمع صوت عظم ظهره وعدو
الله يقول قطني قطني يقول حسبي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى