وهذه هى غزوة أحد
الإثنين فبراير 27, 2012 4:22 am
مشتمل على غزوة أحد مختصرة وهي وقعة امتحن الله عز وجل فيها عباده المؤمنين
واختبرهم وميز فيها بين المؤمنين والمنافقين وذلك أن قريشا حين قتل الله سراتهم
ببدر وأصيبوا بمصيبة لم تكن لهم في حساب ورأس فيهم أبو سفيان بن حرب لعدم وجود
أكابرهم وجاء كما ذكرنا الى أطراف المدينة في غزوة السويق ولم ينل ما في نفسه شرع
يجمع قريشا ويؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين فجمع قريبا من
ثلاثة آلاف من قريش والحلفاء والأحابيش وجاؤوا بنسائهم لئلا يفروا ثم أقبل بهم نحو
المدينة فنزل قريبا من جبل احد بمكان يقال له عينين وذلك في شوال من السنة الثالثة
واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج اليهم أم يمكث في المدينة
فبادر جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر الى الاشارة بالخروج اليهم
وألحو عليه صلى الله عليه وسلم في ذلك وأشار عبدالله بن أبي سلول بالمقام بالمدينة
وتابعه على ذلك بعض الصحابة فألح أولئلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهض
ودخل بيته ولبس لأمته وخرج عليهم وقد أنثنى عزم أولئك فقالوا يا رسول الله إن أحببت
أن تمكث في المدينة فافعل فقال ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل
وأتي عليه الصلاة والسلام برجل من بني النجار فصلى عليه وذلك يوم الجمعة واستخلف
على المدينة ابن ام مكتوم وخرج الى أحد في ألف فلما كان ببعض الطريق انخزل عبدالله
بن أبي في نحو ثلاثمائة الى المدينة فاتبعهم عبدالله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي
الله عنهما يوبخهم ويحضهم على الرجوع فقالوا لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع فلما
أبوا عليه رجع عنهم وسبهم واستقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن بقي معه حتى نزل
شعب أحد في عدوة الوادي الى الجبل فجعل ظهره الى أحد ونهى الناس عن القتال حتى
يأمرهم فلما أصبح تعبأ عليه الصلاة والسلام للقتال في أصحابه وكان فيهم خمسون فارسا
واستعمل على الرماة وكانوا خمسين عبدالله بن جبير الاوسي وأمره وأصحابه أن لا
يتغيروا من مكانهم وأن يحفظوا ظهور المسلمين أن يؤتوا من خلفهم وظاهر صلى الله عليه
وسلم بين درعين وأعطى اللواء مصعب بن عمير أخا بني عبدالدار وجعل على إحدى
المجنبتين الزبير بن العوام وعلى المجنبة الأخرى المنذر بن عمرو المعنق ليموت
واستعرض الشباب يومئذ فأجاز بعضهم ورد آخرين فكان ممن أجاز سمرة ابن جندب ورافع بن
خديج ولهما خمس عشرة سنة وكان ممن رد يومئذ أسامة بن زيد بن حارثة وأسيد بن ظهير
والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمر وعرابة بن أوس وعمرو بن
حزام ثم أجازهم يوم الخندق وتعبأت قريش أيضا وهم في ثلاثة آلاف كما ذكرنا فيهم
مائتا فارس فجعلوا على ميمنتهم خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن عمرو وكان أول
من بدر من المشركين أبو عامر الفاسق واسمه عبد عمرو بن صيفي وكان يسمى الراهب فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق وكان رأس الأوس في الجاهلية وكان مترهبا فلما
جاء الاسلام خذل فلم يدخل فيه وجاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعداوة فدعا
عليه صلى الله عليه وسلم فخرج من المدينة وذهب الى قريش يؤلبهم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه من الحنق ووعد المشركين أنه يستميل لهم قومه من الأوس يوم
اللقاء حتى يرجعوا إليه فلما أقبل في عبدان أهل مكة والأحابيش تعرف الى قومه فقالوا
له لا أنعم الله لك عينا يا فاسق فقال لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتل المسلمين
قتالا شديدا وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أمت امت وابلى
يومئذ أبو دجانة سماك بن خرشة وحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا علي بن
أبي طالب وجماعة من الأنصار منهم النضر بن أنس وسعد بن الربيع رضي الله عنهم أجمعين
وكانت الدولة أول النهار للمسلمين على الكفار فانهزموا راجعين حتى وصلوا الى نسائهم
فلما رأى ذلك أصحاب عبدالله بن جبير قالوا يا قوم الغنيمة فذكرهم عبدالله بن جبير
تقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه في ذلك فظنوا أن ليس للمشركين رجعة وأنهم
لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك فذهبوا في طلب الغنيمة وكر الفرسان من المشركين فوجدوا
تلك الفرجة قد خلت من الرماة فجازوها وتمكنوا وأقبل آخرهم فكان ما أراد الله تعالى
كونه فاستشهد من أكرمهم الله بالشهادة من المؤمنين فقتل جماعة من أفاضل الصحابة
وتولى أكثرهم وخلص المشركون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرح في وجهه الكريم
وكسرت رباعيته اليمنى السفلى بحجر وهمشت البيضة على رأسه المقدس ورشقه المشركون
بالحجارة حتى وقع لشقه وسقط في حفرة من الحفر التي كان أبو عامر الفاسق حفرها يكيد
بها المسلمين فأخذ علي بيده واحتضنه طلحة بن عبيد الله وكان الذي تولى أذى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن قمئة وعتبة بن أبي وقاص وقيل إن عبدالله بن شهاب
الزهري أبا جد محمد بن مسلم بن شهاب هو الذي شجه صلى الله عليه وسلم وقتل مصعب بن
عمير رضي عنه بين يديه فدفع صلى الله عليه وسلم اللواء الى علي بن أبي طالب رضي
الله عنه ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه صلى الله عليه وسلم فانتزعهما أبو
عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه فكان الهتم يزينه وامتص
مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من جرحه صلى الله عليه وسلم وأدرك المشركون
النبي صلى الله عليه وسلم فحال دونه نفر من المسلمين نحو من عشرة فقتلوا ثم جالدهم
طلحة حتى أجهضهم عنه صلى الله عليه وسلم وترس ابودجانة سماك بن خرشة عليه صلى الله
عليه وسلم بظهره والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك رضي الله عنه ورمى سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه يومئذ رميا منكئا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارم فداك أبي
وأمي وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان الظفري فأتى بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فردها عليه الصلاة والسلام بيده الكريمة فكانت اصح عينيه وأحسنهما وصرخ
الشيطان لعنه الله بأعلى صوته إن محمدا قد قتل ووقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين
وتولى أكثرهم وكان أمر الله ومر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ما
تنتظرون فقالوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ما تصنعون في الحياة بعده قوموا
فموتوا على ما مات عليه ثم استقبل الناس ولقي سعد بن معاذ فقال يا سعد والله إني
لاجد ريح الجنة من قبل أحد فقاتل حتى قتل رضي الله عنه ووجدت به سبعون ضربة وجرح
يومئذ عبدالرحمن بن عوف نحوا من عشرين جراحة بعضها في رجله فعرج منها حتى مات رضي
الله عنه وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمين فكان اول من عرفه تحت
المغفر كعب بن مالك رضي الله عنه فصاح بأعلى صوته يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أن أسكت واجتمع إليه
المسلمون ونهضوا معه الى الشعب الذي نزل فيه فيهم أبو بكر وعمر وعلي والحارث بن
الصمة الأنصاري وغيرهم فلما اسندوا في الجبل أدركه أبي بن خلف على جواد يقال له
العود ثم زعم الخبيث أنه يقتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اقترب تناول
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة فطعنه بها فجاءت في ترقوته
ويكر عدو الله منهزما فقال له المشركون والله ما بك من بأس فقال والله لو كان ما بي
بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون إنه قال إنه قاتلي ولم يزل به ذلك حتى مات بسرف مرجعه
الى مكة لعنه الله وجاء علي رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء
يغسل عنه الدم فوجده آجنا فرده وأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلو صخرة هناك فلم
يستطيع لما به صلى الله عليه وسلم ولأنه ظاهر يومئذ بين درعين فجلس طلحة تحت حتى
صعد وحانت الصلاة فصلى جالسا ثم مال المشركون الى رحالهم ثم استقبلوا طريق مكة
منصرفين اليها وكان هذا كله يوم السبت واستشهد يومئذ من المسلمين نحو السبعين منهم
حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله وحشي مولى بني نوفل وأعتق لذلك وقد أسلم
بعد ذلك وكان أحد قتلة مسيلمة الكذاب لعنه الله وعبدالله بن جحش حليف بني أمية
ومصعب بن عمير وعثمان بن عثمان وهو شماس بن عثمان المخزومي سمي بشماس لحسن وجهه
فهؤلاء أربعة من المهاجرين والباقون من الأنصار رضي الله عنهم جميعهم فدفنهم في
دمائهم وكلومهم ولم يصل عليهم يومئذ وفر يومئذ من المسلمين جماعة من الأعيان منهم
عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد نص الله سبحانه على العفو عنهم فقال عز وجل إن
الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا
الله عنهم إن الله غفور حليم وقتل يومئذ من المشركين اثنان وعشرون وقد ذكر سبحانه
هذه الوقعة في سورة آل عمران حيث يقول وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال
والله سميع عليم الآيات
واختبرهم وميز فيها بين المؤمنين والمنافقين وذلك أن قريشا حين قتل الله سراتهم
ببدر وأصيبوا بمصيبة لم تكن لهم في حساب ورأس فيهم أبو سفيان بن حرب لعدم وجود
أكابرهم وجاء كما ذكرنا الى أطراف المدينة في غزوة السويق ولم ينل ما في نفسه شرع
يجمع قريشا ويؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين فجمع قريبا من
ثلاثة آلاف من قريش والحلفاء والأحابيش وجاؤوا بنسائهم لئلا يفروا ثم أقبل بهم نحو
المدينة فنزل قريبا من جبل احد بمكان يقال له عينين وذلك في شوال من السنة الثالثة
واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج اليهم أم يمكث في المدينة
فبادر جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر الى الاشارة بالخروج اليهم
وألحو عليه صلى الله عليه وسلم في ذلك وأشار عبدالله بن أبي سلول بالمقام بالمدينة
وتابعه على ذلك بعض الصحابة فألح أولئلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهض
ودخل بيته ولبس لأمته وخرج عليهم وقد أنثنى عزم أولئك فقالوا يا رسول الله إن أحببت
أن تمكث في المدينة فافعل فقال ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل
وأتي عليه الصلاة والسلام برجل من بني النجار فصلى عليه وذلك يوم الجمعة واستخلف
على المدينة ابن ام مكتوم وخرج الى أحد في ألف فلما كان ببعض الطريق انخزل عبدالله
بن أبي في نحو ثلاثمائة الى المدينة فاتبعهم عبدالله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي
الله عنهما يوبخهم ويحضهم على الرجوع فقالوا لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع فلما
أبوا عليه رجع عنهم وسبهم واستقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن بقي معه حتى نزل
شعب أحد في عدوة الوادي الى الجبل فجعل ظهره الى أحد ونهى الناس عن القتال حتى
يأمرهم فلما أصبح تعبأ عليه الصلاة والسلام للقتال في أصحابه وكان فيهم خمسون فارسا
واستعمل على الرماة وكانوا خمسين عبدالله بن جبير الاوسي وأمره وأصحابه أن لا
يتغيروا من مكانهم وأن يحفظوا ظهور المسلمين أن يؤتوا من خلفهم وظاهر صلى الله عليه
وسلم بين درعين وأعطى اللواء مصعب بن عمير أخا بني عبدالدار وجعل على إحدى
المجنبتين الزبير بن العوام وعلى المجنبة الأخرى المنذر بن عمرو المعنق ليموت
واستعرض الشباب يومئذ فأجاز بعضهم ورد آخرين فكان ممن أجاز سمرة ابن جندب ورافع بن
خديج ولهما خمس عشرة سنة وكان ممن رد يومئذ أسامة بن زيد بن حارثة وأسيد بن ظهير
والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمر وعرابة بن أوس وعمرو بن
حزام ثم أجازهم يوم الخندق وتعبأت قريش أيضا وهم في ثلاثة آلاف كما ذكرنا فيهم
مائتا فارس فجعلوا على ميمنتهم خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن عمرو وكان أول
من بدر من المشركين أبو عامر الفاسق واسمه عبد عمرو بن صيفي وكان يسمى الراهب فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق وكان رأس الأوس في الجاهلية وكان مترهبا فلما
جاء الاسلام خذل فلم يدخل فيه وجاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعداوة فدعا
عليه صلى الله عليه وسلم فخرج من المدينة وذهب الى قريش يؤلبهم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه من الحنق ووعد المشركين أنه يستميل لهم قومه من الأوس يوم
اللقاء حتى يرجعوا إليه فلما أقبل في عبدان أهل مكة والأحابيش تعرف الى قومه فقالوا
له لا أنعم الله لك عينا يا فاسق فقال لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتل المسلمين
قتالا شديدا وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أمت امت وابلى
يومئذ أبو دجانة سماك بن خرشة وحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا علي بن
أبي طالب وجماعة من الأنصار منهم النضر بن أنس وسعد بن الربيع رضي الله عنهم أجمعين
وكانت الدولة أول النهار للمسلمين على الكفار فانهزموا راجعين حتى وصلوا الى نسائهم
فلما رأى ذلك أصحاب عبدالله بن جبير قالوا يا قوم الغنيمة فذكرهم عبدالله بن جبير
تقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه في ذلك فظنوا أن ليس للمشركين رجعة وأنهم
لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك فذهبوا في طلب الغنيمة وكر الفرسان من المشركين فوجدوا
تلك الفرجة قد خلت من الرماة فجازوها وتمكنوا وأقبل آخرهم فكان ما أراد الله تعالى
كونه فاستشهد من أكرمهم الله بالشهادة من المؤمنين فقتل جماعة من أفاضل الصحابة
وتولى أكثرهم وخلص المشركون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرح في وجهه الكريم
وكسرت رباعيته اليمنى السفلى بحجر وهمشت البيضة على رأسه المقدس ورشقه المشركون
بالحجارة حتى وقع لشقه وسقط في حفرة من الحفر التي كان أبو عامر الفاسق حفرها يكيد
بها المسلمين فأخذ علي بيده واحتضنه طلحة بن عبيد الله وكان الذي تولى أذى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن قمئة وعتبة بن أبي وقاص وقيل إن عبدالله بن شهاب
الزهري أبا جد محمد بن مسلم بن شهاب هو الذي شجه صلى الله عليه وسلم وقتل مصعب بن
عمير رضي عنه بين يديه فدفع صلى الله عليه وسلم اللواء الى علي بن أبي طالب رضي
الله عنه ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه صلى الله عليه وسلم فانتزعهما أبو
عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه فكان الهتم يزينه وامتص
مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من جرحه صلى الله عليه وسلم وأدرك المشركون
النبي صلى الله عليه وسلم فحال دونه نفر من المسلمين نحو من عشرة فقتلوا ثم جالدهم
طلحة حتى أجهضهم عنه صلى الله عليه وسلم وترس ابودجانة سماك بن خرشة عليه صلى الله
عليه وسلم بظهره والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك رضي الله عنه ورمى سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه يومئذ رميا منكئا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارم فداك أبي
وأمي وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان الظفري فأتى بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فردها عليه الصلاة والسلام بيده الكريمة فكانت اصح عينيه وأحسنهما وصرخ
الشيطان لعنه الله بأعلى صوته إن محمدا قد قتل ووقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين
وتولى أكثرهم وكان أمر الله ومر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ما
تنتظرون فقالوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ما تصنعون في الحياة بعده قوموا
فموتوا على ما مات عليه ثم استقبل الناس ولقي سعد بن معاذ فقال يا سعد والله إني
لاجد ريح الجنة من قبل أحد فقاتل حتى قتل رضي الله عنه ووجدت به سبعون ضربة وجرح
يومئذ عبدالرحمن بن عوف نحوا من عشرين جراحة بعضها في رجله فعرج منها حتى مات رضي
الله عنه وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمين فكان اول من عرفه تحت
المغفر كعب بن مالك رضي الله عنه فصاح بأعلى صوته يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أن أسكت واجتمع إليه
المسلمون ونهضوا معه الى الشعب الذي نزل فيه فيهم أبو بكر وعمر وعلي والحارث بن
الصمة الأنصاري وغيرهم فلما اسندوا في الجبل أدركه أبي بن خلف على جواد يقال له
العود ثم زعم الخبيث أنه يقتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اقترب تناول
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة فطعنه بها فجاءت في ترقوته
ويكر عدو الله منهزما فقال له المشركون والله ما بك من بأس فقال والله لو كان ما بي
بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون إنه قال إنه قاتلي ولم يزل به ذلك حتى مات بسرف مرجعه
الى مكة لعنه الله وجاء علي رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء
يغسل عنه الدم فوجده آجنا فرده وأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلو صخرة هناك فلم
يستطيع لما به صلى الله عليه وسلم ولأنه ظاهر يومئذ بين درعين فجلس طلحة تحت حتى
صعد وحانت الصلاة فصلى جالسا ثم مال المشركون الى رحالهم ثم استقبلوا طريق مكة
منصرفين اليها وكان هذا كله يوم السبت واستشهد يومئذ من المسلمين نحو السبعين منهم
حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله وحشي مولى بني نوفل وأعتق لذلك وقد أسلم
بعد ذلك وكان أحد قتلة مسيلمة الكذاب لعنه الله وعبدالله بن جحش حليف بني أمية
ومصعب بن عمير وعثمان بن عثمان وهو شماس بن عثمان المخزومي سمي بشماس لحسن وجهه
فهؤلاء أربعة من المهاجرين والباقون من الأنصار رضي الله عنهم جميعهم فدفنهم في
دمائهم وكلومهم ولم يصل عليهم يومئذ وفر يومئذ من المسلمين جماعة من الأعيان منهم
عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد نص الله سبحانه على العفو عنهم فقال عز وجل إن
الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا
الله عنهم إن الله غفور حليم وقتل يومئذ من المشركين اثنان وعشرون وقد ذكر سبحانه
هذه الوقعة في سورة آل عمران حيث يقول وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال
والله سميع عليم الآيات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى