القواعد الفقهية11
الخميس فبراير 23, 2012 7:51 pm
القاعدة الحادية عشر
الأصل بقاء ما كان على ما كان
الأصل بقاء ما كان على ما كان
وهـذه أيضًا قاعـدة مـن قواعد الأصول وهي مهمة في بابها وبيانها أن يقال
: قوله ( الأصل ) أي الشيء الثابت المتقرر عند الشرع هو ( بقاء
) أي استمرار واستصحاب ، قوله : ( ما كان
) أي في الزمان الحاضر نفيًا أو ثبوتًا أي سواءً كان الذي استصحبناه نفي
شيءٍ أو إثبات شيء ، قوله :
( على ما كان ) أي أن ما ثبت في الماضي أو ما هو منفي في الماضي فحاله الآن هي حاله في
الماضي ، أي أنها لم تتغير ولم تتبدل فإن كان الحالة في الماضي مثبتة فهي الآن
مثبتة وإن كانت منفية فهي الآن منفية ومن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل ، وهذه هي
قاعدة الاستصحاب أي استصحاب الحال الماضية ، وهي فرع من فروع قاعدة اليقين لا يزول
بالشك ، لأن ما كان في الماضي قد تيقنـاه فـإن كان ثبوتًا فإننا قد تيقنا ثبوته
وشككنا في زواله فنبقى على ما تيقناه ، وإن كان نفـيًا فإننا قد تيقنا نفيه وشككنا
في ثبوته فنبقى على ما تيقناه ؛ لأن اليقين لا يزول بالشك ، وهذا واضح - إن شاء
الله تعالى - .
وإليك بعض
الفروع حتى تتضح أكثر فأقول :
منها
: من أكل شاكًا في طلوع الفجر فصار طالعًا فصومه صحيح ؛ لأن الأصل بقاء
الليل والفجر مشكوك فيه ، والأصل بقاء ما كان على ما كان فالليل ثابت في الماضي فهو
ثابت الآن(1)
.
ومنها
: من أفطر شاكًا في غروب الشمس فصومه باطل ؛ لأن الأصل بقاء النهار
والغروب مشكوك فيه ، والأصل بقاء ما كان على ما كان فالنهار ثابت في الماضي فهو
ثابت الآن(2)
.
ومنها
: من شك في الطلاق فهو باقٍ على نكاحه ؛ لأن النكاح قد كان في الحالة
الماضية والطلاق مشكوك فيه ، والأصل بقاء ما كان على ما كان فالنكاح ثابت في الماضي
فهو ثابت الآن .
ومنها
: من طلق وشك في الرجعة فهو باقٍ على طلاقه ؛ لأن الطلاق قد كان في
الحالة الماضية والرجعة مشكوك فيها ، والأصل بقاء ما كان على ما كان فالطلاق ثابت
في الماضي فهو ثابت الآن .
ومنها
: تطهر لصلاة العصر وشك في الحدث عند إرادة صلاة المغرب فهو متطهر الآن ؛
لأن الحالة الماضية هي الطهارة فنستصحب الحالة الماضية في الحالة الراهنة ؛ لأن
الأصل هو بقاء ما كان على ما كان .
ومنها :
من أحدث يقينًا وشك في الطهارة والحكم فيها كما مضى فهو الآن محدث
استصحابًا للحال السابقة لهذا الأصل الذي قررناه .
ومنها
: إذا اتهم رجل بتهمةٍ ما فالأصل أنه بريء منها ؛ لأن ذمته كانت بريئة
فهي الآن بريئة ؛ لأن الأصل بقاء ما ثبت في الزمان الماضي في الزمان الحاضر ومن
ادعى خلاف ذلك فهو مطالب بالدليل .
إذاً
: كل شيء تيقنا ثبوته في الماضي فهو ثابت في الحاضر إلا إذا جاء يقين
بخلافه ، وكل شيء تيقنا زواله في الماضي فهو زائل الآن إلا إذا جاء ما يغير الحال
الماضية ، ومن ادعى خلاف الحال الماضية فعليه الدليل لأنه ناقل عن الأصل ، والدليل
يطلب من الناقل عن الأصل فمن قال لما كان منفيًا هو ثابت فعليه الدليل ، ومن قال
لما كان ثابتاً هو منفي فعليه الدليل ، والله تعالى أعلى وأعلم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى