ما احلا التوحيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ما احلا التوحيد
ما احلا التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
اثاث للشقه بالوان رائعه الأحد أبريل 22, 2012 8:06 pmانين الصمت
اطلي اضافرك بالوان جذابه الأحد أبريل 22, 2012 2:37 amانين الصمت
اقنعه لجميع انواع البشرهالثلاثاء مارس 13, 2012 2:34 amأنين الصمت
برنامج العروس يوم زواجهاالأحد مارس 11, 2012 9:32 pmأنين الصمت
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    Admin
    Admin
    Admin
    عدد المساهمات : 445
    نقاط : 1627
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 25/07/2011
    العمر : 51
    الموقع : https://twhed.mam9.com
    https://twhed.mam9.com

    التحذير من الربا وخطره Empty التحذير من الربا وخطره

    الأحد فبراير 19, 2012 11:39 pm
    عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة التحذير من الربا وخطره Radia-icon قال: قال رسول الله
    التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله تعالى من ستة
    وثلاثين زنية))
    .

    إن الصدقة هي الوجه المشرق الصالحة للمعاملة التي يتعامل بها الناس،
    ويقابلها الوجه الكالح الطالح وهو الربا، وشتّان بين الوجهين:


    فالصدقة عطاء وسماحة، وطهارة وزكاة، وتعاون وتكافل.


    والربا شح وقذارة ودنس، وأثرة وفردية.

    والصدقة نزول عن المال بلا عوض ولا رد.

    والربا استرداد للدين ومعه زيادة حرام مقتطعة من جهد المدين أو من لحمه،
    من جهده إن كان قد عمل بالمال الذي استدانه فربح نتيجة لعمله هو وكده، ومن لحمه إن
    كان لم يربح أو خسر، أو كان قد أخذ المال للنفقة منه على نفسه وأهله ولم يستربحه
    شيئا.

    ولهذا تحدث القرآن عن الصدقة ثم أتبعها بالحديث عن الربا، الوجه الآخر
    الكالح الطالح، وكشف عما في عملية الربا من قبح وشناعة، ومن جفاف في القلب وشر في
    المجتمع، وفساد في الأرض وهلاك للعباد.

    ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد الإسلام إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ من
    تفظيع الربا، ولا بلغ من التهديد في اللفظ والمعنى ما بلغ من التهديد في أمر
    الربا.

    ولما كان الربا قد شاع في عصرنا هذا شيوعا كثيرا جعل السلامة منه من
    الصعوبة بمكان، كان لابد من الحديث عن الربا وبيان خطره وخطر عقوبته لعل المرابين
    يتقون أو يحدث لهم ذكرا، فنقول وبالله التوفيق:

    الربا في اللغة: الزيادة

    قال تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon وترى
    الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت التحذير من الربا وخطره End-icon

    [الحج:5].

    وهو في الشرع: الزيادة في الدين على رأس المال قلّت أو كثرت، وهو حرام
    بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.

    قال تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon يا أيها
    الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة التحذير من الربا وخطره End-icon
    [آل
    عمران:130].

    وليس القيد هنا لإفادة الشرطية، ولكنه لبيان الواقع فلا يعتد به، بدليل
    قوله تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon وإن تبتم فلكم رؤوس
    أموالكم التحذير من الربا وخطره End-icon
    [البقرة:279].


    وقال النبي التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((اجتنبوا السبع الموبقات...)) وعدّ منها الربا.


    وقال التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((الربا بضع وسبعون بابا، أهونها مثل إتيان الرجل
    أمه))
    .

    وقال التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى
    قلة))
    .

    وفي حديث الرؤيا الطويل عند البخاري: ((أن
    النبي التحذير من الربا وخطره Salla-icon أتى على نهر أحمر مثل الدم،
    وإذا في النهر رجل سابح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك
    السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه
    حجرا، فينطلق يسبح ثم يرجع إليه، كلما رجع فغر له فاه فألقمه حجرا، فقال التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ما هذا؟ فقيل له: إنه آكل
    الربا))
    .

    ولقد شن القرآن الكريم حملة شديدة عنيفة على المرابين نسوقها بلفظها ثم
    نأتي عليها بالبيان.

    قال تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon الذين
    يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا
    إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله
    ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون التحذير من الربا وخطره Mid-icon يمحق الله الربا ويربي الصدقات
    والله لا يحب كل كفار أثيم التحذير من الربا وخطره Mid-icon إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
    وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون التحذير من الربا وخطره Mid-icon يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
    وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين التحذير من الربا وخطره Mid-icon فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من
    الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون التحذير من الربا وخطره Mid-icon وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى
    ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون التحذير من الربا وخطره Mid-icon واتقوا يوما ترجعون
    فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون التحذير من الربا وخطره End-icon

    [البقرة:275-281].

    إنها الحملة المفزعة، والتصوير المرعب التحذير من الربا وخطره Start-icon الذين يأكلون الربا لا يقومون
    إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس التحذير من الربا وخطره End-icon
    وما كان أي
    تهديد معنوي ليبلغ إلى الحس مبلغ هذه الصورة المجسمة الحية المتحركة، صورة الممسوس
    المصروع وهي صورة معروفة معهودة للناس. والنص يستحضرها لتؤدي دورها الإيحائي في
    إفزاع الحس لاستجاشة مشاعر المرابين، وهزّها هزّة عنيفة تخرجهم من مألوف عادتهم ومن
    حرصهم على ما يحققه لهم من الفائدة.

    والذين يأكلون الربا ليسوا هم الذين يأخذون الفائدة الربوبية وحدهم،
    إنما هم كل المتعاونين على إجراء العملية الربوية:

    عن جابر بن عبد الله قال: ((لعن رسول الله
    التحذير من الربا وخطره Salla-icon آكل الربا، وموكله، وشاهديه
    وكاتبه، وقال: هم سواء))
    .

    والقرآن يصفهم بأنهم التحذير من الربا وخطره Start-icon لا يقومون إلا كما يقوم الذي
    يتخبطه الشيطان من المس التحذير من الربا وخطره End-icon
    .

    إنهم لا يقومون في الحياة ولا يتحركون إلا حركة الممسوس المضطرب القلق
    المتخبط الذي لا ينال استقرارا ولا طمأنينة ولا راحة، وهذا أمر أصبح مشاهدا في هذا
    العصر، فالناس مع الحضارة والرقي والتقدم والرخاء قلقون خائفون مضطربون، قد فشت
    فيهم الأمراض العصبية والنفسية، والسبب هو خواء الأرواح من زاد الإيمان، الذي هو
    سبب الطمأنينة والسكينة والهدوء والراحة التحذير من الربا وخطره Start-icon الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم
    بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب التحذير من الربا وخطره End-icon
    [الرعد:28].


    وحين يشقى العالم وهو في رخاء مادّي لابد أن يعلم أن السبب هو فقد
    الغذاء الروحي، الذي سببه الإعراض عن ذكر الله، كما قال تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon ومن أعرض عن ذكري فإن له
    معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى التحذير من الربا وخطره End-icon
    [طه:124].


    ولكن القوم لا يستحضرون هذا السر، ولا يهتدون إليه سبيلا، لأن التحذير من الربا وخطره Start-icon لهم قلوب لا يفقهون بها التحذير من الربا وخطره End-icon [الأعراف:179].


    ولقد اعترض المرابون في عهد رسول الله التحذير من الربا وخطره Salla-icon على تحريم
    الربا وتحليل البيع التحذير من الربا وخطره Start-icon ذلك بأنهم قالوا إنما البيع
    مثل الربا التحذير من الربا وخطره End-icon وكانت الشبهة التي ركنوا إليها
    هي أن البيع يحقق فائدة وربحا، كما أن الربا يحقق فائدة وربحا، وهي شبهة أوهى من
    بيت العنكبوت.

    فالعمليات التجارية قابلة للربح والخسارة، أما العمليات الربوية فهي
    محدودة الربح في كل حالة، هذا هو مناط التحريم والتحليل: إن كل عملية يضمن فيها
    الربح على أية وضع هي عملية ربوية محرمة، بسبب ضمان الربح وتحديده، ولا مجال
    للمماحلة في هذا ولا للمداراة، ولذا التحذير من الربا وخطره Start-icon أحل الله البيع وحرم الربا
    التحذير من الربا وخطره End-icon
    .

    ولما كان الله تعالى لا يؤاخذ إلا بعد إقامة الحجة قال: التحذير من الربا وخطره Start-icon فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى
    فله ما سلف التحذير من الربا وخطره End-icon
    ، فمن سمع موعظة من ربه
    فلا يكلّف بردّ ما أخذ من الناس قبل ذلك،
    وحسبه أن لا يزيد عليهم بعد الموعظة، لكن انظر إلى خطر الأمر وهو قوله تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon وأمره إلى الله التحذير من الربا وخطره End-icon ليظلّ متوجّسا من الأمر
    خائفا منه يقول: كفاني ما مضى، ولعل الله أن يغفر لي إذا تبت وأنبت ولم أقع فيه بعد
    ذلك.

    (ومن عاد) بعد بيان الله وتذكيره وتوعّده لأكلة الربا التحذير من الربا وخطره Start-icon فأولئك أصحاب النار هم فيها
    خالدون التحذير من الربا وخطره End-icon
    . وفي هذا التصريح بأن
    أكلة الربا في النار خالدون إلا من مات منهم على التوحيد، فإن خلوده ليس كخلود
    الكافرين، وإنما ينفعه التوحيد يوما ما، كما عُلم من النصوص الأخرى.


    ولما علم الله أن من عباده من لا يقيم وزنا ليوم الحساب، ويسقطه من
    حسابه، فقد أنذرهم بالمحق في الدنيا التحذير من الربا وخطره Start-icon يمحق الله الربا التحذير من الربا وخطره End-icon.

    والمحق: هو محو الشيء والذهاب به، وقد اشتهر هذا حتى عرفه العامة، فكم
    من آكل ربا حل به البلاء التحذير من الربا وخطره Start-icon فأتى الله
    بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون التحذير من الربا وخطره End-icon
    [النحل:26].


    التحذير من الربا وخطره Start-icon ذلك لهم
    خزي في الدنيا التحذير من الربا وخطره End-icon
    [المائدة:33].

    التحذير من الربا وخطره Start-icon ثم يوم
    القيامة يخزيهم التحذير من الربا وخطره End-icon
    [النحل:27].

    التحذير من الربا وخطره Start-icon فتلك
    بيوتهم خاوية بما ظلموا التحذير من الربا وخطره End-icon
    [النمل:52].

    التحذير من الربا وخطره Start-icon أفلم
    يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى
    الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور التحذير من الربا وخطره End-icon
    [الحج:46].

    والله سبحانه يعقّب على هذا الوعيد فيقول: التحذير من الربا وخطره Start-icon والله لا يحب كل كفار أثيم
    التحذير من الربا وخطره End-icon
    والكفار هو الذي كفر
    نعمة الله وجحد منّة ربه. والأثيم من أثم بإصراره على المعصية، وفي هذا النص إشارة
    إلى أن الله يحب الشاكرين ويحب التوابين.

    ثم أدخل هذه الآية وهي قوله: التحذير من الربا وخطره Start-icon إن الذين آمنوا وعملوا
    الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
    يحزنون التحذير من الربا وخطره End-icon
    أدخلها بين آيات الربا
    ليبين أن أكبر الأسباب التي تعين على ترك الربا الإيمان، وأن آكل الربا لا يأكل
    الربا وهو مؤمن، قال تعالى: التحذير من الربا وخطره Start-icon إن الذين
    آمنوا التحذير من الربا وخطره End-icon
    أي: صدّقوا إذعان بما
    جاء من عند الله في هذه المسألة وغيرها التحذير من الربا وخطره Start-icon وعملوا الصالحات التحذير من الربا وخطره End-icon التي تصلح بها نفوسهم
    وشأن من يعيش معهم، ومنها مواساة المحتاجين، والرحمة بالبائسين وإنظار المعسرين
    التحذير من الربا وخطره Start-icon وأقاموا الصلاة التحذير من الربا وخطره End-icon التي تذكّر المؤمن بالله
    فتزيد في إيمانه وحبّه لربه، حتى تسهل
    عليه طاعته في كل شيء التحذير من الربا وخطره Start-icon وآتوا
    الزكاة التحذير من الربا وخطره End-icon
    التي تزكي النفس من
    رذيلة البخل والحرص وتمرّنها على أعمال البر حتى تسهل عليها ويكون ترك أكل أموال
    الناس بالربا أسهل.

    وإنما ذكر الصلاة والزكاة لأنهما أعظم العبادة النفسية والمالية، فمن
    أتى بهما كاملتين سهل عليه كل عمل صالح.

    والله يعدهم بأن التحذير من الربا وخطره Start-icon لهم أجرهم
    عند ربهم التحذير من الربا وخطره End-icon
    يحفظه لهم التحذير من الربا وخطره Start-icon ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
    التحذير من الربا وخطره End-icon
    فهو وعد بالأمن فلا
    يخافون، وبالسعادة فلا يحزنون، في القوت الذي يتوعد فيه أكلة الربا بالمحق والسحق،
    وبالتخبط والضلال، وبالقلق والخوف.

    وفي ظل هذا للرخاء الآمن الذي يعد الله به الجماعة المسلمة التي تنبذ
    الربا من حياتها فتنبذ الكفر والإثم، وتقيم هذه الحياة على الإيمان والعمل الصالح
    والصلاة والزكاة، في ظل هذا الرخاء الآمن يهتف بالذين آمنوا بالهتاف الأخير ليحولوا
    حياتهم عن النظام الربوي الدنس المقيت، وإلا فهي الحرب المعلنة من الله ورسوله بلا
    هوادة ولا إمهال ولا تأخير: التحذير من الربا وخطره Start-icon يا أيها
    الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين التحذير من الربا وخطره End-icon
    فوصفهم بالإيمان،
    وذكّرهم بالتقوى، ثم انتقل إلى الأمر بترك ما بقي من الربا لمن كانوا يرابون.


    ثم وصل ذلك بقوله: التحذير من الربا وخطره Start-icon إن كنتم مؤمنين التحذير من الربا وخطره End-icon أي إن كان إيمانكم تاما
    شاملا لجميع ما جاء به محمد التحذير من الربا وخطره Salla-icon من الأحكام فذروا بقايا
    الربا.

    ويؤخذ من هذا أن من لم يترك ما بقي من الربا بعد نهي الله تعالى عنه
    وتوعده عليه فلا يعدّ من أهل هذا الإيمان التام الشامل.

    وهكذا يأخذهم بالترغيب أولا، ثم ثنىّ بالترهيب الذي يقصم الظهور، ويزلزل
    القلوب: التحذير من الربا وخطره Start-icon فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من
    الله ورسوله التحذير من الربا وخطره End-icon
    .

    أي: إن لم تتركوا ما بقي لكم من الربا كما أمرتم فاعلموا واستيقنوا
    بأنكم على حرب من الله ورسوله.

    ويا للهول: حرب من الله ورسوله!! إن الخصم ليعرف أن عدوّه يعدّ العدة
    ليشن الغارة عليه فلا يهدأ ولا ينام، مع احتمال أن يدفع عن نفسه، وأن يكون هو
    المنتصر. فكيف إذا أعلم بالحرب من الله ورسوله؟! وهي حرب رهيبة معروفة المصير،
    مقررة العاقبة، لا هوادة فيها، وأين الإنسان الضعيف الفاني من تلك القدرة الجبّارة
    الساحقة الماحقة؟!.

    وهذه الحرب المعلنة أعمّ من القتال بالسيف والمدفع. إنها حرب على
    الأعصاب والقلوب، وحرب على البركة والرخاء، وحرب على السعادة والطمأنينة، حرب يسلط
    الله فيها بعض العصاة على بعض، حرب المطاردة والمشاكسة، حرب الغبن والظلم، حرب
    القلق والخوف، وأخيرا حرب السلاح بين الأمم والجيوش، والدول، إنها الحرب المشبوبة
    دائما، وقد أعلنها الله على المرابين، وهي مسعرة الآن تأكل الأخضر واليابس،
    والبشرية غافلة عما يفعل بها.

    ثم عرّض بالتوبة فقال: التحذير من الربا وخطره Start-icon وإن تبتم التحذير من الربا وخطره End-icon يعني من المعاملات
    الربوية التحذير من الربا وخطره Start-icon فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون
    التحذير من الربا وخطره End-icon
    الناس بأخذ الربا التحذير من الربا وخطره Start-icon ولا تظلمون التحذير من الربا وخطره End-icon ببخسكم رؤوس أموالكم.
    فكل من تاب من الربا: فإن كانت معاملات سالفة فله ما سلف لا يكلّف ردّه ولا إضاعته،
    وأمره إلى الله ينظر فيه.

    وإن كانت معاملات موجودة وجب عليه أن يقتصر على رأس ماله، فإن أخذ زيادة
    فقد تجرأ على الربا.

    ثم يرشد صاحب المال إلى ما يجب عليه نحو الذي عليه الدين فيقول: التحذير من الربا وخطره Start-icon وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى
    ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون التحذير من الربا وخطره End-icon
    .


    إنها السماحة النديّة التي يحملها الإسلام للبشرية. إنه الظل الظليل
    الذي نادى إليه البشرية المتعبة في هجير الأثرة والشح والطمع والتكالب، إنها الرحمة
    للدائن والمدين، وللمجتمع الذي يظل الجميع.

    إن المعسر في الإسلام لا يطارد من صاحب الدين أو من القانون والمحاكم،
    إنما ينظر حتى يوسر، ثم إن المجتمع المسلم لا يترك هذا المعسر وعليه دين، فالله
    يدعو صاحب الدين أن يتصدق بدينه إن تطوع بهذا الخير، وهو خير لنفسه كما هو خير
    للمدين، وهو خير للجماعة كلها ولحياتها المتكالفة ولو كان يعلم ما يعلمه الله من
    سريرة هذا الأمر.

    وقد كثرت الأحاديث في الترغيب في إنظار المعسر والتجاوز عنه، ومنها:
    قوله التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظلّه)).


    وعن حذيفة التحذير من الربا وخطره Radia-icon قال: قال رسول الله التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة قال: ماذا عملت لي في
    الدنيا؟ فقال: ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها – قالها ثلاث مرات –
    ثم قال عند آخرها: يا رب إنك كنت أعطيتني فضل مال، وكنت رجلا أبايع الناس، وكان من
    خلقي الجواز، فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر. فقال الله عز وجل: أنا أحق من
    ييسر، أدخل الجنة))
    .

    ثم يجئ التعقيب العميق الإيحاء الذي ترجف منه النفس المؤمنة وتتمنى لو
    تنزل عن الدين كله ثم تمضى ناجية من الله يوم الحساب: التحذير من الربا وخطره Start-icon واتقوا يوما ترجعون فيه إلى
    الله التحذير من الربا وخطره End-icon
    فأنجع شيء لمرض القلوب
    تذكر يوم الدين وهو يوم عسير، له في قلب المؤمن وقع شديد، التحذير من الربا وخطره Start-icon واتقوا يوما ترجعون فيه إلى
    الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون التحذير من الربا وخطره End-icon
    .


    كان هذا التحذير من ربا النسيئة: وهو الزيادة في الثمن من أجل الزيادة
    في الأجل.

    ومن باب سد الذرائع حرّم الإسلام نوعا آخر من الربا وهو ربا الفضل.


    وربا الفضل معناه: بيع جنس بجنسه متفاضلاً.

    وهو محصور في أصناف ستة، بيّنها قوله التحذير من الربا وخطره Salla-icon: ((الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير
    بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا
    اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيدا))
    .


    فهذه الأصناف الستة لا يجوز بيع الجنس منها بجنسه متفاضلا: فلا يجوز بيع
    مائة جرام ذهبا قديما بتسعين جراما ذهبا جديدا، وكذلك الفضة.


    ولا يجوز بيع كيلتين من قمح رديء بكيلة من قمح جيد، وهكذا بقية
    الأصناف.

    ولا يجوز التأخير في القبض وإن كان هناك تماثل، بل لابد من التقابض في
    المجلس.

    فإن اختلفت الأجناس والعلة جاز البيع والشراء متفاضلا وجاز التأخير، كأن
    تشتري قمحا بنقد، أو ملحا بنقد.

    وإن اختلفت الأجناس واتحدت العلة جاز التفاضل دون التأخير: فيجوز أن
    تشتري عشرين جراما ذهبا بمائة فضة مثلا. أو تشتري كيلتين قمحا بأربع شعيرا، أو
    تشتري مائة ريال سعوديا بتسعين جنيها مصريا، فهذا التفاضل جائز شريطة التقابض في
    المجلس. فلا يجوز أن تشتري مائة ريال بتسعين جنيها وتبقى لك أو عليك بقية.


    وكذلك لا يجوز أن تشتري ذهبا بنسيئة، ولا أن تدفع بعض القيمة ويبقى عليك
    بعضها، بل لابد من دفع القيمة كلها نقدا قبل مغادرة المجلس. ومن الخطأ الذي يقع فيه
    كثير من الناس عند استبدال الذهب القديم بجديد أنهم يبيعون القديم ولا يقبضون ثمنه،
    ثم يشترون الجديد ويدفعون الفرق، وهذا داخل في ربا الفضل، والصحيح أن تبيع ما معك
    وتقبض ثمنه، ثم تشتري الجديد وتدفع ثمنه.

    التحذير من الربا وخطره Start-icon فاعتبروا
    يا أولي الأبصار التحذير من الربا وخطره End-icon
    وخذوا حذركم، وتفقهوا في دينكم، فإنه ((من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين)).
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى