ما احلا التوحيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ما احلا التوحيد
ما احلا التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
اثاث للشقه بالوان رائعه الأحد أبريل 22, 2012 8:06 pmانين الصمت
اطلي اضافرك بالوان جذابه الأحد أبريل 22, 2012 2:37 amانين الصمت
اقنعه لجميع انواع البشرهالثلاثاء مارس 13, 2012 2:34 amأنين الصمت
برنامج العروس يوم زواجهاالأحد مارس 11, 2012 9:32 pmأنين الصمت
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    Admin
    Admin
    Admin
    عدد المساهمات : 445
    نقاط : 1627
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 25/07/2011
    العمر : 51
    الموقع : https://twhed.mam9.com
    https://twhed.mam9.com

      إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين     Empty إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين

    الخميس فبراير 23, 2012 4:09 am
    تقديم:

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما
    بعد: فلما كانت عقيدة التوحيد هي الأساس التي قامت عليه دعوة محمد بن عبد الله عليه
    أفضل الصلاة وأزكى التسليم، والتي هي في الحقيقة امتداد لدعوة الرسل جميعا، كما قال
    تعالى وَلَقَدْ
    بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
    الطَّاغُوتَ
    وكان من صميم
    الاعتقاد بهذ الدعوة هو محاربة البدع والأباطيل، بشتى أشكالها، فإنه يجب على كل
    مسلم أن يتبصر في دينه، ويعبد الله تعالى طبقا لما جاءت به الشريعة الإسلامية.


    ولقد كان المسلمون الأوائل من سلف هذه الأمة، على هدى من أمر دينهم؛ ذلك
    لأن أعمالهم بل وجميع شئونهم، كانت على وفق ما جاء به القرآن الكريم والسنة
    المطهرة.


    ثم لما انحرف أكثر المسلمين عن هذا المنهج القويم - منهج الكتاب والسنة
    - في عقائدهم وأعمالهم، تفرقوا شيعا وأحزابا في العقائد، والمذاهب، في السياسة
    والأحكام، وكان من نتائج هذا الانحراف أن فشت فيهم البدع والأباطيل والشعوذة، وأصبح
    ذلك مدخلا لأعداء الإسلام في الطعن على الإسلام وأهله ولقد حذر علماء الإسلام - في
    مؤلفاتهم - قديما وحديثا من هذه البدع.


    وقد ساهمت في ذلك بثلاث رسائل مجموعة:

    الأولى: في حكم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم .

    الثانية: في حكم الاستغاثة بالجن والشياطين والنذر لهم

    الثالثة: في حكم التعبد بالأوراد البدعية والشركية

    والرئاسة - وهي حاملة لواء الدعوة الإسلامية في هذه البلاد المباركة -
    تضع بين يديك أيها القارئ الكريم هذه الرسائل الثلاث. مساهمة منها في محاربة البدع
    والخرافات، ورفع المستوى الثقافي والفهم الحقيقي للإسلام،


    نسأل الله العلي القدير أن ينفع بها عباده، والله ولي التوفيق وصلى الله
    على محمد وآله وصحبه وسلم.


    صدر هذا الموضوع بكتاب من منشورات الرئاسة العامة لإدارات البحوث
    العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في عام 1404 هـ.




    [الرسالة الأولى في حكم الاستغاثة بالنبي]


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى
    بهداه، أما بعد فقد نشرت صحيفةالمجتمع الكويتية في عددها 15 الصادر 19 / 4 / 1390
    هـ أبياتا تحت عنوان (في ذكرى المولد النبوي الشريف) تتضمن الاستغاثة بالنبي صلى
    الله عليه وسلم والاستنصار به لإدراك الأمة ونصرها وتخليصها مما وقعت فيه من التفرق
    والاختلاف، بإمضاء من سمت نفسها (آمنة)، وهذا نص من الأبيات المشار إليها:



    يا رسول الله أدرك عالما

    يشعل الحرب ويصلى من لظاها
    يا رسول الله أدرك أمة

    في ظلام الشك قد طال سراها
    يا رسول الله أدرك أمة

    في متاهات الأسى ضاعت رؤاها

    إلى أن قالت:


    يا رسول الله أدرك أمة

    في ظلام الشك قد طال سراها
    عجل النصر كما عجلته

    يوم بدر حين ناديت الإله
    فاستحال الذل نصرا رائعا

    إن لله جنودا لا تراها
    (الله أكبر هكذا توجه هذه الكاتبة نداءها واستغاثتها إلي الرسول صلى
    الله عليه وسلم طالبة منه إدراك الأمة بتعجيل النصر، ناسية أو جاهلة إن النصر بيد
    الله وحده، ليس ذلك بيد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من المخلوقات، كما قال
    الله سبحانه في كتابه المبين: وَمَا النَّصْرُ
    إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
    وقال عز وجل:
    إِنْ
    يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي
    يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ


    وقد علم بالنص والإجماع أن الله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل الرسل
    وأنزل الكتب، لبيان تلك العبادة، والدعوة إليها، كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ
    الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ
    وقال تعالي:
    وَلَقَدْ
    بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
    الطَّاغُوتَ
    وقال تعالى:
    وَمَا
    أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ
    إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ
    وقال عز وجل:
    الر كِتَابٌ
    أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلا تَعْبُدُوا
    إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ


    فأوضح سبحانه في هذه الآيات المحكمات أنه لم يخلق الثقلين إلا ليعبدوه
    وحده، لا شريك له، وبين أنه أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام للأمر بهذه العبادة
    والنهي عن ضدها، وأخبر عز وجل أنه أحكم آيات كتابه وفصلها لئلا يعبد غيره سبحانه،
    والعبادة هي توحيده وطاعته، بامتثال أوامر وترك نواهيه، وقد أمر الله بذلك في آيات
    كثيرة، منها قوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا
    إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
    الآية، وقوله عز
    وجل: وَقَضَى رَبُّكَ
    أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ
    وقوله سبحانه
    إِنَّا
    أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ
    الدِّينَ
    * أَلا لِلَّهِ
    الدِّينُ الْخَالِصُ
    والآيات في هذا
    المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه من
    الأنبياء وغيرهم، ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها فوجب إخلاصه لله
    وحده كما قال عز وجل: فَادْعُوا
    اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
    قال عز وجل:
    وَأَنَّ
    الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
    وهذا يعم جميع
    المخلوقات من الأنبياء وغيرهم.


    لأن (أحدا) نكرة في سياق النهي، فتعم كل من سوى الله سبحانه، وقال
    تعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ
    دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ
    وهذا خطاب للنبي
    صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك
    تحذير غيره ثم قال عز وجل: فَإِنْ فَعَلْتَ
    فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ
    فإذا كان سيد ولد
    آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين، فكيف بغيره، والظلم إذا
    أطلق يراد به الشرك الأكبر، كما قال سبحانه: وَالْكَافِرُونَ
    هُمُ الظَّالِمُونَ
    وقال تعالى:
    إِنَّ الشِّرْكَ
    لَظُلْمٌ عَظِيمٌ


    فعلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأصنام
    وغيرها، شرك بالله عز وجل ينافي العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها، وأرسل
    الرسل وأنزل الكتب لبيانها، والدعوة إليها وهذا معنى (لا إله إلا الله) فإن معناها:
    لا معبود بحق إلا الله فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده، كما قال
    الله سبحانه ذَلِكَ بِأَنَّ
    اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
    وهذا هو أصل
    الدين وأساس الملة، ولا تصح العبادات إلا بعد صحة هذا الأصل، كما قال تعالى:
    وَلَقَدْ أُوحِيَ
    إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ
    عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
    وقال سبحانه:
    وَلَوْ
    أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
    ودين الإسلام
    مبني على أصلين عظيمين: أحدهما: أن لا يعبد إلا الله وحده.


    والثاني: أن لا يعبد إلا بشريعة نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا
    معنى شهادة أن لا إله إلا الله، فمن دعا الأموات من الأنبياء وغيرهم، أو دعا
    الأصنام أو الأشجار، أو الأحجار أو غير ذلك من المخلوقات، أو استغاث بهم، أو تقرب
    إليهم بالذبائح والنذور، أو صلى لهم، أو سجد لهم، فقد اتخذهم أربابا من دون الله،
    وجعلهم أندادا له سبحانه، وهذا يناقض هذا الأصل، وينافي معنى لا إله إلا الله، كما
    أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمدا رسول الله،
    وقد قال الله عز وجل: وَقَدِمْنَا
    إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا
    وهذه الأعمال هي
    أعمال من مات على الشرك بالله عز وجل، وهكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها
    الله، فإنها تكون يوم القيامة هباء منثورا، لكونها لم توافق شرعه المطهر، كما قال
    النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في
    أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
    متفق على صحته
    وهذه الكاتبة قد وجهت استغاثتها ودعاءها للرسول صلى الله عليه وسلم، وأعرضت عن رب
    العالمين،الذي بيده النصر والضر والنفع، وليس بيد غيره شيء من ذلك.


    ولا شك أن هذا ظلم عظيم وخيم، وقد أمر الله عز وجل بدعائه سبحانه، ووعد
    من يدعوه بالاستجابة، وتوعد من استكبر عن ذلك بدخول جهنم، كما قال عز وجل: وَقَالَ
    رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
    عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
    أي صاغرين
    ذليلين، وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة، وعلى أن من استكبر عنه
    فمأواه جهنم، فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله، فكيف تكون حال من دعا
    غيره، وأعرض عنه، وهو سبحانه القريب المالك لكل شيء والقادر على كل شيء كما قال
    سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ
    عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
    فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
    وقد أخبر الرسول
    صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الدعاء هو العبادة، وقال لابن عمه عبد الله
    بن عباس رضي الله عنهما: احفظ الله يحفظك
    احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
    أخرجه الترمذي
    وغيره .


    وقال صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يدعو
    لله ندا دخل النار
    رواه البخاري ،
    وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الذنب أعظم؟
    قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك
    والند: هو النظير
    والمثيل فكل من دعا غير الله، أو استغاث به أو نذر له، أو ذبح له أو صرف له شيئا من
    العبادة سوى ما تقدم، فقد اتخذه ندا، سواء كان نبيا أو وليا، أو ملكا أو جنيا، أو
    ضنما أو غير ذلك من المخلوقات،


    أما سؤال الحي الحاضر بما يقدر عليه، والاستعانة به في الأمور الحسية،
    التي يقدر عليها فليس ذلك من الشرك، بل من الأمور العاديةالجائزة بين المسلمين، كما
    قال تعالى في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ
    الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ
    وكما قال تعالى
    في قصة موسى أيضا: فَخَرَجَ مِنْهَا
    خَائِفًا يَتَرَقَّبُ
    وكما يستغيث
    الإنسان بأصحابه في الحرب، وغيرها من الأمور التي تعرض للناس، ويحتاجون فيها إلى
    بعضهم ببعض،


    وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر أمته أنه لا يملك لأحد
    نفعا ولا ضرا، فقال في سورة الجن: قُلْ إِنَّمَا
    أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا
    * قُلْ إِنِّي لا
    أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا
    وقال تعالى في
    سورة الأعراف: قُلْ لا أَمْلِكُ
    لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ
    الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا
    نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ


    والآيات في هذا المعنى كثيرة وهو صلى الله عليه وسلم لا يدعو إلا ربه،
    وكان في يوم بدر يستغيث بالله، ويستنصره على عدوه ويلح في ذلك، ويقول: يا رب انجز لي
    ما وعدتني
    حتي قال الصديق
    الأكبر أبو بكر رضي الله عنه: حسبك يا رسول الله، فإن الله منجز لك ما وعدك وأنزل
    الله سبحانه في ذلك قوله تعالى: إِذْ
    تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ
    الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ
    * وَمَا جَعَلَهُ
    اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ
    عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
    فذكرهم سبحانه في
    هذه الآيات استغاثتهم، وأخبر أنه استجاب لهم بإمدادهم بالملائكة، ثم بين سبحانه أن
    النصر ليس من الملائكة، إنما أمدهم بهم، للتبشير بالنصر، والطمأنينة،


    وبين أن النصر من عنده فقال: وَمَا النَّصْرُ
    إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
    وقال عز وجل في
    سورة آل عمران: وَلَقَدْ
    نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
    تَشْكُرُونَ
    فبين في هذه
    الآية: أنه سبحانه هو الناصر لهم يوم بدر، فعلم بذلك أن ما أعطاهم من السلاح
    والقوة، وما أمدهم به من الملائكة، كل ذلك من أسباب النصر، والتبشير والطمأنينة،
    وليس النصر منها، بل هو من عند الله وحده، فكيف يجوز لهذه الكاتبة أو غيرها أن توجه
    استغاثتها وطلبها النصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض عن رب العالمين، المالك
    لكل شيء والقادر على كل شيء؟!


    لا شك أن هذا من أقبح الجهل، بل من أعظم الشرك فالواجب على الكاتبة أن
    تتوب إلى الله سبحانه توبة نصوحا، وذلك بالندم على ما وقع منها، والإقلاع منه،
    والعزم على عدم العود إليه، تعظيما لله وإخلاصا له، وامتثالا لأمره وحذرا مما نهى
    عنه، هذه هي التوبة النصوح، وإذا كانت من حق المخلوقين وجب في التوبة أمر رابع، وهو
    رد الحق إلى مستحقه، أو تحلله منه، وقد أمر الله عباده بالتوبة، ووعدهم قبولها كما
    قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى
    اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
    وقال في حق
    النصارى: أَفَلا
    يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
    وقال تعالى:
    وَالَّذِينَ لا
    يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
    اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
    * يُضَاعَفْ لَهُ
    الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
    * إِلا مَنْ تَابَ
    وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
    حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا


    وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي
    يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا
    تَفْعَلُونَ
    وصح عن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم أنه قال: الإسلام يهدم ما
    كان قبله والتوبة تجب ما كان قبلها
    ولعظم خطر الشرك،
    وكونه أعظم الذنوب، وخشية الاغترار بما صدر من هذه الكاتبة، ولوجوب النصح لله
    ولعباده، حررت هذه الكلمة الموجزة،


    وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين
    جميعا، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في الدين، والثبات عليه، وأن يعيذنا والمسلمين
    من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على
    عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى