تعرف على البهائيـة
الثلاثاء فبراير 21, 2012 10:05 pm
بسم الله
الرحمن الرحيم
الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل
له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، أرسله ربه بالرحمة والبر والهدى، وأظهر دينه على سائر أديان
الورى، وأيده بصحابته أولي الأحلام والنهى، فجعلهم رحمة للمؤمنين وغيظًا للكافرين
لا يحبهم إلا مؤمن تقي، ولا
يبغضهم إلا منافق غوي.
أما بعد:
فمن سنن الله
الماضية أن يكون الصراع بين الحق
والباطل قائمًا إلى قيام الساعة، وما زال أهل الكفر والإلحاد والزندقة يكيدون
للإسلام وأهله منذ أن أظهر الله هذا الدين وأعز أتباعه،.
قال عز وجل: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ
وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيرًا". وقال: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا".
ورغم أنهم يكيدون
ويتآمرون للنيل من هذا الدين وزعزعة عقائد المسلمين، إلا أن حكمة الله اقتضت أن
يكون النصر والظفر والظهور والعزة والتمكين للإسلام والمسلمين ولو بعد حين.
قال الله تعالى:
"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ
إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ". وقال: "هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ". وقال تعالى: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ
عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا
تَصِفُونَ". وقال: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ
النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ". وقال:
"إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ". وقال عز وجل: "وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".
وقال: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ". وقال: "إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ". وقال: "إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ
كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا".
وقال -صلى الله عليه
وسلم- : {إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ
ما زوي لي منها}. وقال: {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله
تعالى بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين}. وقال –صلى الله عليه وسلم-:{لا
تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء
الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي وراءي، تعال
فاقتله، إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود}.
فهذه نصوص الكتاب والسنة
تؤكد أن البقاء والغلبة والنصر والتمكين للإسلام وأهله، والذل والصغار والهزيمة على
الكفر وأهله، وهذا وعد الله عز وجل لا يتخلف. فلا يضرن هذا الدين حقد حاقد، ولا كيد
كائد، فإن الله ناصر المؤمنين وموهن كيد الكافرين.
والله المسئول أن يعز
الإسلام وينصر المسلمين، ويرفع راية الحق والدين، فهو سبحانه بالإجابة جدير، وعلى
كل شيء قدير.
(وصلى الله
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
(والحمد لله
رب العالمين)
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
(والحمد لله
رب العالمين)
البهائيـة:
فرقة ضالة كافرة أصحاب نحلة مخترعة هي مزيج من ديانات
وعقائد شتى، أنشأها "ميرزا حسين علي النوري" الملقب بـ "البهاء"، المولود بإيران
الرافضية سنة 1233هـ والذي ادعى النبوة، وزعم أن شريعة الإسلام قد نسخت بمبعثه.
وهي تجتمع مع غيرها من الفرق الضالة كالباطنية والنصيرية والدروز والقاديانية على
الطعن في الشريعة المحمدية، وزعزعة العقيدة الإسلامية، وتفريق شمل الأمة، وزعزعة
استقرارها، تمكينًا للصهيونية العالمية التي تقف خلفها وتمدها بالمال وتحوطها
بالرعاية.
نشأتها:
نشأت
في إيران الرافضية سنة 1260هـ الموافق 1844م عندما تقابل "البهاء"؛ مع أحد مدعي
النبوة قبله، واسمه "الباب" وأصبح من أتباعه إلى أن مات، ثم ادعى النبوة بعده، ولم
يكتف بهذا حتى ادعى الألوهية فيما بعد، وأنه القيوم الذي سيبقى ويخلد، وأنه روح
الله، وأنه هو من بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان، وزعم أن "الباب" لم يكن إلا
نبيًا مهمته التبشير بظهوره، الأمر الذي جعل الدولة العثمانية تدرك خطره فقامت
بنفيه إلى عكا، ومعه بعض أتباعه، فنزل بها سنة 1285هـ الموافق 1868م، فلقي حفاوة
بالغة من اليهود الذين أحاطوه بالرعاية والأمن، وأغدقوا عليه الأموال، وسهلوه له
الحركة. ومنذ ذلك الحين صارت (عكا) مقرًا دائما للبهائية ومكانًا مقدسًا لهم،
وقبلتهم التي يصلون إليها، وكعبتهم التي يحجون إليها.
وفي (عكا) وبين أحضان
يهود؛ بذل "البهاء" جهدا كبيرًا في نشر دعوته وكسب الأنصار والأتباع، وهو مطمئن
غاية الاطمئنان إلى حمايته، فكشف الستار عن دعوته، وأظهر نحلته.
ومما شرعه لأتباعه
ومريديه: أنه جعل الصلوات ثلاثًا: صبحًا وظهرًا ومساء، وكل صلاة تتكون من ثلاث
ركعات، وأبطل الصلاة في جماعة إلا في الصلاة على الميت خاصة، وقصر الوضوء على غسل
الوجه واليدين وبماء الورد. وأسقط الطهارة من الجنابة والحيض لأن البهائي طاهر
دائمًا. وجعل الصوم في شهر مارس (شهر "العلاء") وهو آخر الشهور البهائية -ويعقبه
عيد "النيروز"-. وجعل الحج إلى مقامه في "عكا". كما غيّر في أحكام الزواج
والمواريث، وبدل في أحكام العقوبات. وأسقط الجهاد وحرمه تحريمًا تامًا. وصادر
الحريات إلا حرية الاستماع إلى تعاليمه. وألغى فكرة الأوطان تحت دعوى فكرة الوطن
العام. ودعا إلى وحدة اللغة. ومنع الزواج بأكثر من اثنتين،
وقال: إن اختلاف الدين ليس بمانع من الزواج، وحدد المهر بقدر معين من الذهب لا يقل
عن تسعة عشر مثقالًا ولا يزيد على خمسة وتسعين مثقالًا. وقسم الميراث على (2520)
جزءًا. وغير ذلك من سخافاته وضلالاته.
هلاكه:
أصيب "البهاء" في آخر
حياته بالجنون، فاضطر ابنه "عباس عبد البهاء" -الذي يضفي على والده صفة الربوبية
القادرة على الخلق- إلى حبسه حتى لا يراه الناس، وتحدث باسمه إلى أن هلك في (2) من
ذي القعدة 1309هـ الموافق 1892م فخلفه في رئاسة البهائية.
الأفكار والمعتقدات التي تقوم عليها البهائية:
ترك "البهاء" عدة كتب
منها: "الإيقان" و"مجموعة اللوائح المباركة" و"الأقدس" ضمنها آراؤه ومعتقداته؛
والتي منها:
· الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حل
في "الباب" و"البهاء".
· الإيمان بخلود الكائنات، وتناسخ الأرواح، وأن
الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط.
· الاعتقاد بوحدة الأديان ودوام تعاقبها، وأن
جميعها صحيحة، مع ضرورة توحيدها في دين واحد، هو البهائية.
· ينكرون معجزات الأنبياء، وحقيقة الملائكة والجن،
كما ينكرون الجنة والنار.
· يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة،
ويدعون إلى شيوعية النساء والأموال.
· يقولون إن دين البهاء ناسخ لشريعة -محمد صلى الله
عليه وسلم-.
· يبطلون الحج إلى مكة، ويحجون إلى "البهجة" بعكا
حيث قبر كبيرهم "البهاء"، وهو -أي: الحج- واجب على الرجال دون النساء، وليس له زمن
معين أو كيفية محددة لأدائه.
· يقدسون العدد (19) فأشهر السنة عندهم (19) شهرًا،
والشهر (19) يومًا.
· يعتقدون بأن الحقائق الدّينيّة نسبيّة وليست
مطلقة.
· يؤمنون بوحدة الجنس البشري.
· يقولون بالمساواة في الحقوق والواجبات بين الرجال
والنّساء.
مقتطفات من سخافاتهم:
إن
الناظر في كتابهم المقدس "الأقدس" ليعجب من عقول هؤلاء وسفههم، إذا كيف يعتقدون في
هذا الهراء أنه وحي من السماء -تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا- فيا
للعجب!! كيف انتحلوا هذا الضلال المبين وتقلدوه، بل كيف زعموا أن كبيرهم "البهاء"
-الذي يبول ويغوط- إلهًا!! ومن ثم عبدوه. لكن إذا ضلت العقول لم يبق لضلالها حد
معقول.
ومن
تلك الضلالات والسخافات التي حواها كتابهم المقدس، ما يلي:
· "لا تضيعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا
بما ينتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه
شمس الحكمة والتّبيان"اهـ (ص 33)
· "كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر
عامًا"اهـ (ص 41)
· "لا تحلقوا رؤوسكم قد زينها الله بالشعر وفي ذلك
لآيات لمن ينظر إلى مقتضيات الطبيعة من لدن مالك البرية إنه لهو العزيز الحكيم"اهـ
(ص 44)
· "إياكم أن تمنعكم سبحات الجلال عن زلال هذا
السلسال خذوا أقداح الفلاح في هذا الصباح باسم فالق الإصباح ثم اشربوا بذكره العزيز
البديع"اهـ (ص 50)
· "يا ملك النمسة كان مطلع
نور الأحدية في سجن عكاء إذ قصدت المسجد الأقصى مررت وما سئلت عنه بعد إذ رفع به كل
بيت وفتح كل باب منيف"اهـ (ص 85)
· "يا ملوك أمريقا ورؤساء الجمهور فيها اسمعوا ما
تغن به الورقاء على غصن البقاء إنه لا اله إلا أنا الباقي الغفور الكريم"اهـ (ص
88)
· "قل يا ملك برلين اسمع النّداء من هذا الهيكل
المبين إنه لا إله إلا أنا الباقي الفرد القديم إياك أن يمنعك الغرور عن مطلع
الظهور أو يحجبك الهوى عن مالك العرش والثرى كذلك ينصحك القلم الأعلى إنه لهو
الفضال الكريم اذكر من كان أعظم منك شأنًا وأكبر منك مقامًا أين هو وما عنده انتبه
ولا تكن من الراقدين"اهـ (ص 89)
· "يا معشر الروم نسمع بينكم صوت البوم ءاخذكم سكر
الهوى أم كنتم من الغافلين"اهـ (ص 89)
· "يا شواطئ نهر الرين قد
رأيناك مغطاة بالدماء بما سل عليك سيوف الجزاء ولك مرة أخرى ونسمع حنين البرلين ولو
أنها اليوم على عز مبين يا أرض الطاء لا تحزني من شيء قد جعلك الله مطلع فرح
العالمين"اهـ (ص 91)
· "والذين يتلون آيات الرحمن بأحسن الألحان أولئك
يدركون منها ما لا يعادله ملكوت ملك السّموات والأرضين وبها يجدون عرف عوالمي التي
لا يعرفها اليوم إلا من أوتي البصر من هذا المنظر الكريم قل إنها تجذب القلوب
الصافية إلى العوالم الروحانية التي لا تعبر بالعبارة ولا تشار بالإشارة طوبى
للسامعين"اهـ (ص 116)
· "قد وصيناكم بها في أكثر
الألواح وفي هذا اللوح الذي لاح من أفقه نير أحكام ربكم المقتدر الحكيم"اهـ (ص 120)
· "يا ملأ الإنشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء إنه
يناديكم من شطر سجنه الأعظم إنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي
العليم الحكيم"اهـ (ص 132)
· "عاشروا مع الأديان بالروح والريحان ليجدوا منكم
عرف الرحمن إياكم أن تأخذكم حمية الجاهلية بين البرية كل بدء من الله ويعود إليه
إنه لمبدأ الخلق ومرجع العالمين"اهـ (ص 144)
· "يا معشر العلماء لما نزلت الآيات وظهرت البينات
رأيناكم خلف الحجبات إن هذا إلا شيء عجاب إنا خرقنا الأحجاب إياكم أن تحجبوا الناس
بحجاب أخر كسروا سلاسل الأوهام باسم مالك الأنام ولا تكونن من الخادعين"اهـ (ص
165)
علاقة البهائية
بالصهيونية:
إن علاقة البهائية
بالصهيونية علاقة قديمة وحميمة، وقد مر بك كيف احتضنوها وأمدوها بالأموال، بل إن
جميع زعماء البهائية عاشوا في أحضان الحركة الصهيونية، لذا فقد كان لـ"عباس عبد
البهاء" دورًا عظيمًا في سقوط فلسطين، وقيام دولة يهود بعد أن أعلن في أكثر من محفل
تأييده ليهود، وعندما مات شيع جنازته الحاكم الإنجليزي الصهيوني لمدينة القدس، ثم
تولى أمر البهائية من بعده ابن بنته "شوقي أفندي" ولقبه "ولي الله" وكان أكثر ولاء
للصهيونية، ونشطت حركته بعد قيام دولة يهود، فأسس بمساعدة الكيان الصهيوني أهم مركز
بهائي في العالم.
أماكن
وجودهم:
يبلغ عدد البهائيين في
العالم حوالي خمسة ملايين شخص ينتشرون في جميع أنحاء العالم تقريبًا، فلهم وجود
بسيط في مصر –أغلق محفلهم بمنطقة العباسية بقرار جمهوري سنة 1960م- وفلسطين وسوريا
ولبنان والأردن والعراق، كما أن لهم تجمعًا كبيرًا في إيران الرافضية, وعدة محافل مركزية في أديس أبابا والحبشة وأوغندا وزامبيا وجنوب
أفريقيا وباكستان. أما في الدول الغربية فلهم حضور في لندن وفينا وفرانكفورت وسيدني
باستراليا، إلا أن أغلب البهائيين يتواجدون في الولايات
المتحدة الأمريكية "حوالي (2) مليون شخص" ويوجد بمدينة شيكاغو أكبر معبد لهم على
مستوى العالم كله يسمونه "بيت العدل البهائي" أو "مشرق الأذكار" ومنه تصدر مجلة نجم الغرب.
حكم التعامل مع
البهائيين:
لا شك أن بغض أعداء
الإسلام واجب شرعي بنص الكتاب والسنة. قال تعالى: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا
بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ
وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ". وقال: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ". وقال النبي
-صلى الله عليه وسلم-: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله،
والحب في الله والبغض في الله".
وإذا كان الصحابة
والتابعون قد أجمعوا على بغض أهل البدع وهجرهم وإخزائهم مع أنهم من أهل القبلة في
الجملة، فكيف بهؤلاء الفجرة الكفرة المرتدين؟([1]) فالواجب على كل مسلم في قلبه مثقال
ذرة من إيمان أن يمتنع عن مصاحبتهم ومعاشرتهم وأكل ذبائحهم -فإنها محرمة بالكتاب
والسنة والإجماع- وإذا ماتوا؛ فلا نغسلهم ولا نكفنهم ولا نصلي عليهم ولا ندفنهم في
مقابر المسلمين.
فتاوى أهل العلم في
البهائية:
فتوى الشيخ ابن باز
سئل سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-
مفتي المملكة السعودية السابق عن الذين اعتنقوا مذهب (بهاء الله) الذي ادعى النبوة،
وادعى أيضا حلول الله فيه، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفرة في مقابر المسلمين؟
فأجاب: إذا كانت عقيدة البهائية كما ذكرتم فلا شك في
كفرهم وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين؛ لأن ذلك تكذيب لقوله
تعالى: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين"، ولما تواترت
به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده، وهكذا
من ادعى أن الله سبحانه حال فيه، أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن
الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظم من ذلك، ومن قال ذلك فهو كافر
بإجماع المسلمين، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش، قد
علا وارتفع فوق جميع خلقه، وهو سبحانه العلي الكبير الذي لا مثيل له، ولا شبيه له،
وقد تعرَّف إلى عباده بقوله سبحانه: "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة
أيام ثم استوى على العرش"، وفي قوله سبحانه: "الرحمن على العرش استوى"، وفي قوله عز
وجل: "فالحكم لله العلي الكبير"، وقوله سبحانه: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه"، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على علوه وارتفاعه فوق عرشه
واستوائه عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه فيما يستوون عليه، ولا
يعلم كيف استوى إلا هو سبحانه، كما لا يعلم كيف ذاته إلا هو عز وجل، وهذا الذي
أوضحه لك في حق الباري سبحانه، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل
عليهم الصلاة والسلام، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودرج
عليها خلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون والتابعون لهم بإحسان إلى يومنا هذا. واعلم
يا أخي أنني لم أقرأ شيئًا من كتب البهائية إلى حين التاريخ، ولكن قد علمت
بالاستفاضة أنها طائفة ضالة كافرة خارجة عن دائرة الإسلام، وعلى مقتضى ما ذكر في
السؤال حصل الجواب. ثم إني اطلعت بعد تحرير الجواب على محاورة بين سني وبهائي
نشرتها مجلة (الهدي النبوي) لأنصار السنة في القاهرة، في أعداد أربعة، قرأت منها
ثلاثة أعداد صادرة في رمضان وذي القعدة اثنان منها صدرا في عام 1368هـ، والثالث في
ربيع الثاني من عام 1369هـ، وقد صرح البهائي في هذه المحاورة أن بهاء الله رسول
الطائفة البهائية، يزعم أنه رسول ناسخ للشرائع التي قبله، نسخ تعديل وتلطيف، وأن كل
عصر يحتاج إلى رسول، وصرح أيضًا بإنكار الملائكة، وأن حقيقة الملائكة هي أرواح
المؤمنين العالية، وظاهر كلامه أيضًا إنكار المعاد الجثماني، وإنكار ما أخبر به
الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدجال، ولا شك أن دعوى البهائي (الرسالة)، وزعمه أن
كل عصر يحتاج إلى رسول كفر صريح، والله سبحانه هو الموفق ولا حول ولا قوة إلا به،
ونسأل الله عز وجل لنا ولكم ولسائر إخواننا المؤمنين التوفيق لمعرفة الحق واتباعه،
إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا
وإمامنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين "اهـ
(فتاوى ابن باز 13/169-171)
فتوى المجمع الفقهي الإسلامي
رقم القرار: (4) رقم الدورة: (1)
حكم البهائية والانتماء إليها
الأحد 15 من شوال 1425هـ الموافق 28 نوفمبر 2004م
المجمع الفقهي الإسلامي (رابطة العالم
الإسلامي)
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي نِحلة البهائية، التي ظهرت في بلاد فارس (إيران) في
النصف الثاني من القرن الماضي، ويَدين بها فئة من الناس، منتشرون في البلاد الإسلامية والأجنبية إلى اليوم.
ونظر المجلس فيما كتبه ونشره كثير من العلماء والكتاب وغيرهم من المطلعين على حقيقة
هذه النِّحلة ونشأتها ودعوتها
وكتبها وسيرة مؤسسها المدعو (ميرزا حسين علي المازندراني) المولود في 20 من المحرم
1233هـ 21 من تشرين الثاني / نوفمبر 1817م وسلوك أتباعه، ثم خليفته ابنه عباس أفندي المسمَّى عبد البهاء،
وتشكيلاتهم الدينية التي تنظم أعمال هذه الفئة ونشاطها. وبعد المداولة واطلاع المجلس على الكثير من المصادر
الثابتة، والتي يعرضها بعض كتب
البهائيين أنفسهم تبين لمجلس المجمع ما يلي:
أن البهائية دين جديد مخترع، قام على أساس البابية، التي هي أيضًا دين جديد مخترع،
ابتدعه المسمى باسم (علي محمد)
المولود في أول المحرم 1235هـ تشرين الأول / أكتوبر 1819م
في مدينة شيراز، وقد اتجه في أول أمره اتجاهًا صوفيًّا
فلسفيًّا على طريقة الشيخية، التي
ابتدعها شيخه الضال كاظم الرشتي خليفة المدعو أحمد زين الدين الأحسائي، زعيم طريقة
الشيخية، الذي زعم أن جسمه كجسم الملائكة نوراني، وانتحل سفسطات وخرافات أخرى
باطلة. وقد قال (علي محمد) بقولة شيخه هذه، ثم انقطع عنه، وبعد فترة ظهر للناس
بمظهر جديد أنه هو علي بن أبي طالب، الذي يُروى فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه قال: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)([2]). ومن
ثم سمى نفسه "الباب"، ثم ادعى أنه الباب للمهدي المنتظر،
ثم قال: إنه المهدي نفسه، ثم في أخريات أيامه ادعى الألوهية، وسمى نفسه "الأعلى"،
فلما نشأ (ميرزا حسين علي المازندراني) المسمى بـ "البهاء" -وهو معاصر للباب- اتبع الباب في دعوته، وبعد أن حوكم
وقتل لكفره وفتنته، أعلن (ميرزا حسين علي) أنه موصى له من الباب برئاسة البابيين،
وهكذا صار رئيسًا عليهم وسمى نفسه (بهاء الدين). ثم تطورت به الحال حتى أعلن (أن جميع الديانات جاءت مقدمات
لظهوره وأنها ناقصة لا يكملها إلا دينه، وأنه هو المتصف بصفات الله، وهو مصدر أفعال
الله، وأن اسم الله الأعظم هو اسم
له، وأنه هو المعني برب العالمين، وكما نسخ الإسلام الأديان التي سبقته تنسخ
البهائية الإسلام. وقد قام الباب وأتباعه بتأويلات لآيات القرآن العظيم، غاية في الغرابة والباطنية بتنزيلها
على ما يوافق دعوته الخبيثة، وأن له السلطة في تغيير أحكام الشرائع الإلهية، وأتى
بعبادات مبتدعة يعبده بها أتباعه. وقد تبين للمجمع الفقهي بشهادة النصوص الثابتة عن عقيدة البهائيين التهديمية
للإسلام، ولا سيما قيامها على أساس الوثنية البشرية، في دعوى ألوهية "البهاء"
وسلطته في تغيير شريعة
الإسلام، يقرر المجمع الفقهي
بإجماع الآراء:
خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام، واعتبارهما
حربًا عليه، وكفر أتباعهما كفرًا بواحًا سافرًا لا تأويل فيه. وإن المجمع ليحذر
المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة، ويهيب بهم أن يقاوموها،
ويأخذوا حذرهم منها، لاسيما أنها قد ثبتت مساندة الدول الاستعمارية لها لتمزيق
الإسلام والمسلمين... والله الموفق"اهـ
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه
أجمعين
قرار
رقم: 34 (9/4)
بشأن
البهائية
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجدة
في المملكة العربية السعودية من 18-23 جمادى الآخرة 1408 الموافق 6 – 11 شباط (
فبراير ) 1988م، وانطلاقاً من قرار مؤتمر القمة الإسلامي الخامس المنعقد بدولة
الكويت من 26 – 29 جمادى الأولى 1407هـ، الموافق 26 – 29 كانون الثاني (يناير)
1987م، والقاضي بإصدار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رأيه في المذاهب الهدامة التي
تتعارض مع تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة. واعتباراً لما تشكله البهائية من
أخطار على الساحة الإسلامية، وما تلقاه من دعم من قبل الجهات المعادية للإسلام،
وبعد التدبر العميق في معتقدات هذه الفئة والتأكد من أن البهاء مؤسس هذه الفرقة
يدعي الرسالة، ويزعم أن مؤلفاته وحي منزل، ويدعو الناس أجمعين إلى الإيمان برسالته،
وينكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين، ويقول إن الكتب المنزلة
عليه ناسخة للقرآن الكريم، كما يقول بتناسخ الأرواح، وفي ضوء ما عمد إليه البهاء في
كثير من فروع الفقه بالتغيير والإسقاط، ومن ذلك تغييره لعدد الصلوات المكتوبة
وأوقاتها، إذ جعلها تسعًا تؤدي على ثلاث كرات، في البكورة مرة، وفي الآصال مرة، وفي
الزوال مرة، وغير التيمم، فجعله يتمثل في أن يقول البهائي: (بسم الله الأطهر
الأطهر)، وجعل الصيام تسعة عشر يومًا، تنتهي في عيد النيروز، في الواحد والعشرين من
آذار (مارس) في كل عام، وحول القبلة إلى بيت البهاء في عكا بفلسطين المحتلة، وحرم
الجهاد وأسقط الحدود، وسوى بين الرجل والمرأة في الميراث، وأحل الربا.
وبعد الاطلاع على البحوث المقدمة في موضوع "مجالات الوحدة الإسلامية"
المتضمنة التحذير من الحركات الهدامة التي تفرق الأمة، وتهز وحدتها، وتجعلها شيعًا
وأحزابًا وتؤدي إلى الردة والبعد عن الإسلام، قرر ما يلي:
اعتبر أن ما ادعاه البهاء من الرسالة، ونزول الوحي عليه، ونسخ الكتب
التي أنزلت عليه للقرآن الكريم، وإدخاله تغييرات على فروع شرعية ثابتة بالتواتر، هو
إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، ومنكر ذلك تنطبق عليه أحكام الكفار بإجماع
المسلمين.
ويوصي بما يلي:
وجوب تصدي الهيئات الإسلامية، في كافة أنحاء العالم، بما لديها من
إمكانات، لمخاطر هذه النزعة الملحدة التي تستهدف النيل من الإسلام، عقيدة وشريعة
ومنهاج حياة. والله أعلم"اهـ (مجلة المجمع (العدد الرابع، ج3، ص 2189)
[1]- ولا يملك المسلم غير هذا؛ أن يبغضهم بقلبه
ويهجرهم ببدنه، أما قتلهم وحرق بيوتهم فلا يجوز لأنه افتيات على ولي الأمر مع ما
فيه من التمكين والدعاية لهم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى