كيـــد الشـــيطان
الأحد فبراير 19, 2012 11:52 pm
جاء في كتاب عجائب
المخلوقات للأمام القزويني : أن عابدا سمع قوما يعبدون شجرة من دون الله , فحمل
فأسا
وذهب ليقطع تلك الشجرة , فلقيه إبليس في صورة شيخ , فقال له : إلى أين
وأي شيء تريد ؟ يرحمك الله , فقال :
أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون
الله , فقال له : ما أنت وذاك ؟ تركت عبادتك وتفرغت لهذا . فالقوم أن
قطعتها
يعبدون غيرها . فقال العابد : لا بد لي من قطعها , فقال إبليس : أنا أمنعك من قطعها
, فصارعه العابد
وضربه على الأرض , وقعد على صدره , فقال له إبليس أطلقني
حتى أكلمك , فأطلقه فقال له : يا هذا أن الله تعالى
قد أسقط عنك هذا , وله
عباد في الأرض لو شاء أمرهم بقطعها , فقال له العبد : لا بد لي من قطعها . .
.
فدعاه للمصارعة مرة ثانية , وصرعه العابد . فقال له إبليس : هل لك
أن تجعل بيني وبينك أمرا هو خير لك من هذا
الذي تريد ؟ فقال له : وماهو ؟
فقال له : أنت رجل فقير , فلعلك تريد أن تتفضل على إخوانك وجيرانك وتستغني
عن
الناس . فقال : نعم , فقال إبليس : ارجع عن ذلك , ولك علي أن أجعل تحت
رأسك كل ليلة دنارين تأخذهما تنفقهما
على عيالك , وتتصدق منهما فيكون ذلك
أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة , فتفكر العابد وقال : صدقت فيما
قلت ,
فعاهدني على ذلك و وحلف له إبليس , وعاد العابد إلى متعبده . .
.
فلما أصبح العابد رأى دينارين تحت رأسه , فأخذهما , وكذلك في
اليوم الثاني . فلما كان في اليوم الثالث وما بعده
لم ير العابد شيئا , فغضب
وأخذ الفأس وذهب نحو الشجرة ليقطعها , فاستقبله إبليس في صورة ذلك الشيخ
الذي
لقيه أول مرة , وقال له : أين تريد ؟ قال العابد : إلى قطع هذه الشجرة
, قال له : ليس إلى ذلك من سبيل . فتناوله
العابد ليغلبه كما غلبه من قبل
ذلك . فقال إبليس : هيهات هيهات ! وأخذ العابد وضربه على الأرض كالعصفور
,
ثم قال : لئن لم تنته عن هذا الأمر لذبحتك . فقال العابد : خل عني وأخبرني
كيف غلبتني ؟
فقال إبليس : لما غضبت لله تعالى سخرني الله لك وهزمني أمامك .
والآن غضبت للدنيا ولنفسك فصرعتك .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى