اسباب العنوسة
الأحد فبراير 19, 2012 11:30 pm
الحمد لله الذي
بدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين.
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها
المسلمون!
اتقوا الله تعالى،
وأحسنوا؛ إن الله يحب المحسنين.
عباد الله!
ومن التصرفات
الخاطئة لبعض الأولياء، والتي هي سبب في تأخر بعض الفتيات عن الزواج إلى أن يتقدم
بهن العمر: تعنت بعض الأولياء الظلمة، ورد الأكفاء، وهذا يرجع في نظري إلى
أمرين:
الأول:
طمع
هذا الولي في مال ابنته أو أخته إن كانت ذات مال؛ كأن تكون موظفة مثلا، فيعلم أنها
إذا تزوجت؛ فقد ذلك المال؛ لذلك نسمع أحياناً من يزوج ابنته ويشترط جزء من
مرتبها.
فيا سبحان الله!
كيف يجرؤ إنسان مؤمن يعلم فطرة المرأة وغريزتها ومع ذلك يمنعها من الزواج ليستفيد
من مالها، هي تكدح وهو يأخذ ويتفكه وقد حكم عليها بالسجن المؤبد إلى أن يأذن الله
بالفرج؟!
الأمر الثاني:
هو
طلب وليها مهراً خيالياً، وهذه عقبة كؤد، جعلت كثيراً من الفتيات مخدرات في البيوت،
وكثير من الشباب عزفوا عن الزواج بسبب ذلك العنت؛ فخير الأزواج عند ذلك الولي هو من
يدفع أكثر، مهما كان التزامه، ومهما كانت أخلاقه، حتى صار الزواج عند بعض الشباب من
الأمور المستحيلة أو الشاقة؛ إلا بديون تثقل كاهل الشباب، ولا يجد لها وفاءً.
فينبغي لمن يفعل
هذا من الأولياء أن يفكر ملياً: هل البنت أصبحت سلعة كسائر السلع تدخل مزاداً
علنياً؟! كلا؛ هي أكرم من ذلك.
ومع ذلك يتعذر
البعض بأن ابن فلان بلغ من الكبر عتياً ولم يتزوج أو أنه تزوج أجنبية، ولكن لم يفكر
أن فعله هذا هو الذي حدا بابن فلان أن يفعل ذلك الفعل، ولو عقلوا؛ لذهب الواحد منهم
يبحث عن كفء لابنته، وليكن لهم قدوة في سلفنا الصالح:
فعمر الفاروق أمير
المؤمنين لما أراد أن يزوج ابنته حفصة، عرضها على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان؛
لعلمه بصلاحهما.
أما علم أولئك
الأولياء أن أعظم النكاح بركة أيسره مئونة؟!
أما علموا أنهم
سيسألون عن هذه الأمانة؟!
أنزعت الرحمة من
قلوبهم، ولا تنزع الرحمة إلا من شقي؟!
عباد الله!
ولقد حدثني من به
أثق أن فتاة بلغت الأربعين أو قاربت ولم تتزوج، وأخواتها يقاربنها في السن، كذلك
حدثني أنها رأت طفلاً تحمله أمه، فذرفت الدموع من عينيها، وهي تشتكي إلى الله ما
فعل بها أقرب الناس إليها؛ حيث منعها من أداء رسالتها، وحكم عليها بالسجن داخل بيته
حتى أيست.
عباد الله!
قال الرسول : ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه؛ فأنكحوه، إلا تفعلوا؛ تكن
فتنة في الأرض وفساد كبير))3.
لنتساءل – عباد
الله! – ما هذا الفساد والفتنة؟!
إن هذا الفساد
يحدث إذا منعت المرأة من كفئها؛ فكيف إذا منعت بتاتا؟!
واليوم كثرت
المغريات والمثيرات؛ فصور تثير الغرائز، وأفلام وقصص وأغاني تفجر بركان الجنس،
وخلوات وخدم وسائقين ومغريات أخر؛ فرحمة بالفتيات والشباب يا أولياء أمور النساء!
خذوا على أيديهم واقتادوهم إلى حيث الصلاح.
عباد الله!
والله؛ إن المسلم
إذا رأى هذه المغريات، ورأى هذه التصرفات الفتاكة بمجتمعنا، يعتصر قلبه، وما تكلمت
عن هذا الموضوع إلا نتيجة شكاوى متعددة وطلب مساعدات مالية من كثير من الشباب ممن
حافظوا على أنفسهم.
فكل مسلم مطالب
بإيجاد حل لهذه المشكلة العصيبة؛ فوالد الفتيات عليه أن يبحث عن الكفاءة ويخفف
المهور، وصاحب الأقمشة وبائع الكماليات مطالبون بالمساعدة بالمال أو بالتخفيض من
أسعار السلع لحديثي الزواج، وصاحب السكن مطالب بتخفيض الأجرة، حتى يكون مجتمعنا كما
قال الرسول : ((كالبنيان يشد بعضه بعضاً))4.
اللهم! هل بلغت؟
اللهم! فاشهد.
اللهم! اهدنا،
ويسر الهدى لنا، وأصلح ذرياتنا وبناتنا.
اللهم! أعز
الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
اللهم! اسقنا
الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم!
أغثنا.
ربنا! لا تؤاخذنا
بما فعل السفهاء منا.
اللهم أبرم لهذه
الأمة أمراً رشيداً؛ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف،
وينهى فيه عن المنكر؛ إنك سميع الدعاء.
عباد الله!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [النحل:90].
فاذكروا الله
العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما
تصنعون.
بدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين.
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها
المسلمون!
اتقوا الله تعالى،
وأحسنوا؛ إن الله يحب المحسنين.
عباد الله!
ومن التصرفات
الخاطئة لبعض الأولياء، والتي هي سبب في تأخر بعض الفتيات عن الزواج إلى أن يتقدم
بهن العمر: تعنت بعض الأولياء الظلمة، ورد الأكفاء، وهذا يرجع في نظري إلى
أمرين:
الأول:
طمع
هذا الولي في مال ابنته أو أخته إن كانت ذات مال؛ كأن تكون موظفة مثلا، فيعلم أنها
إذا تزوجت؛ فقد ذلك المال؛ لذلك نسمع أحياناً من يزوج ابنته ويشترط جزء من
مرتبها.
فيا سبحان الله!
كيف يجرؤ إنسان مؤمن يعلم فطرة المرأة وغريزتها ومع ذلك يمنعها من الزواج ليستفيد
من مالها، هي تكدح وهو يأخذ ويتفكه وقد حكم عليها بالسجن المؤبد إلى أن يأذن الله
بالفرج؟!
الأمر الثاني:
هو
طلب وليها مهراً خيالياً، وهذه عقبة كؤد، جعلت كثيراً من الفتيات مخدرات في البيوت،
وكثير من الشباب عزفوا عن الزواج بسبب ذلك العنت؛ فخير الأزواج عند ذلك الولي هو من
يدفع أكثر، مهما كان التزامه، ومهما كانت أخلاقه، حتى صار الزواج عند بعض الشباب من
الأمور المستحيلة أو الشاقة؛ إلا بديون تثقل كاهل الشباب، ولا يجد لها وفاءً.
فينبغي لمن يفعل
هذا من الأولياء أن يفكر ملياً: هل البنت أصبحت سلعة كسائر السلع تدخل مزاداً
علنياً؟! كلا؛ هي أكرم من ذلك.
ومع ذلك يتعذر
البعض بأن ابن فلان بلغ من الكبر عتياً ولم يتزوج أو أنه تزوج أجنبية، ولكن لم يفكر
أن فعله هذا هو الذي حدا بابن فلان أن يفعل ذلك الفعل، ولو عقلوا؛ لذهب الواحد منهم
يبحث عن كفء لابنته، وليكن لهم قدوة في سلفنا الصالح:
فعمر الفاروق أمير
المؤمنين لما أراد أن يزوج ابنته حفصة، عرضها على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان؛
لعلمه بصلاحهما.
أما علم أولئك
الأولياء أن أعظم النكاح بركة أيسره مئونة؟!
أما علموا أنهم
سيسألون عن هذه الأمانة؟!
أنزعت الرحمة من
قلوبهم، ولا تنزع الرحمة إلا من شقي؟!
عباد الله!
ولقد حدثني من به
أثق أن فتاة بلغت الأربعين أو قاربت ولم تتزوج، وأخواتها يقاربنها في السن، كذلك
حدثني أنها رأت طفلاً تحمله أمه، فذرفت الدموع من عينيها، وهي تشتكي إلى الله ما
فعل بها أقرب الناس إليها؛ حيث منعها من أداء رسالتها، وحكم عليها بالسجن داخل بيته
حتى أيست.
عباد الله!
قال الرسول : ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه؛ فأنكحوه، إلا تفعلوا؛ تكن
فتنة في الأرض وفساد كبير))3.
لنتساءل – عباد
الله! – ما هذا الفساد والفتنة؟!
إن هذا الفساد
يحدث إذا منعت المرأة من كفئها؛ فكيف إذا منعت بتاتا؟!
واليوم كثرت
المغريات والمثيرات؛ فصور تثير الغرائز، وأفلام وقصص وأغاني تفجر بركان الجنس،
وخلوات وخدم وسائقين ومغريات أخر؛ فرحمة بالفتيات والشباب يا أولياء أمور النساء!
خذوا على أيديهم واقتادوهم إلى حيث الصلاح.
عباد الله!
والله؛ إن المسلم
إذا رأى هذه المغريات، ورأى هذه التصرفات الفتاكة بمجتمعنا، يعتصر قلبه، وما تكلمت
عن هذا الموضوع إلا نتيجة شكاوى متعددة وطلب مساعدات مالية من كثير من الشباب ممن
حافظوا على أنفسهم.
فكل مسلم مطالب
بإيجاد حل لهذه المشكلة العصيبة؛ فوالد الفتيات عليه أن يبحث عن الكفاءة ويخفف
المهور، وصاحب الأقمشة وبائع الكماليات مطالبون بالمساعدة بالمال أو بالتخفيض من
أسعار السلع لحديثي الزواج، وصاحب السكن مطالب بتخفيض الأجرة، حتى يكون مجتمعنا كما
قال الرسول : ((كالبنيان يشد بعضه بعضاً))4.
اللهم! هل بلغت؟
اللهم! فاشهد.
اللهم! اهدنا،
ويسر الهدى لنا، وأصلح ذرياتنا وبناتنا.
اللهم! أعز
الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
اللهم! اسقنا
الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم!
أغثنا.
ربنا! لا تؤاخذنا
بما فعل السفهاء منا.
اللهم أبرم لهذه
الأمة أمراً رشيداً؛ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف،
وينهى فيه عن المنكر؛ إنك سميع الدعاء.
عباد الله!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [النحل:90].
فاذكروا الله
العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما
تصنعون.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى